تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يجمع أحد رواد المسرح ممّن قدموا خدمات جليلة للمسرح المغربي منذ ثمانينيات القرن المنصرم. ذلك إنّ عبد الكريم برشيد ليس مجرّد فنان مسرحي عادي، بقدر ما يعتبر أحد صناع البهجة داخل المسرح المغربي. فقد حرص برشيد منذ بداياته المسرحية على الكتابة والتنظير وفق أفق فكري رسمه في إطار ما سمّاه بالاحتفالية. أيْ أنّ الرجل حين بدأ الممارسة المسرحية كانت رؤيته مؤسسة على فكرة مشروع فني ينظر إلى الاحتفالية باعتبارها علامة جمالية داخل كلّ عمل مسرحي. وإلى جانب ما كتبه عبد الكريم برشيد من أعمال مسرحية، فقد ظلّ حريصاً على التنظير لها في آن واحد. إذْ تُقدّم كتاباته مجموعة من الأفكار المذهلة حول العمل المسرحي الاحتفالي وما ينبغي أنْ يكون عليه المسرح، بعيداً عن مسرح الترفيه والابتذال الذي كان العديد من المسرحيين يتاجرون فيه ويحولون مسرحياتهم إلى أعمال كوميدية هزلية.
وإلى جانب برشيد يوجد المسكيني الصغير الذي يعتبر امتداداً للأجيال المؤسسة ممّن توفّرت فيها ميسم المشروع المسرحي. فهو مؤلف لعددٍ من المسرحيات الهامّة التي تُقدّم العمل المسرحي في كونها فضاءً للتفكير ومختبراً لطرح أسئلة تُدين الواقع وتسعى عبر المسرحية أنْ تُعيد التفكير في سلسلة من الوقائع والأحداث التي تطال الواقع. كما هو الحال في مسرحياته مثل « الزعيم » و »رجل اسمه الحلاج » و »رحلة السيد عيشور » وغيرها.




