يعد عبد القادر الشاوي في طليعة الأدباء المغاربة الأكثر تأثيراً بأعمالهم الأدبيّة، لكونها أعمالٌ تحرص على العودة إلى التاريخ واستلهام شخصياته بنظرةٍ أدبيّة عالمة تضع النصّ الروائي داخل أفق تخييلي مغاير. ومنذ أعماله الأولى حرص الشاوي أنْ يكون دائماً في سباق مع الزمن. ذلك إنّ أعماله ظلّ تصدر بانتظام وتحاول من خلال جنس الرواية أنْ تستمد طاقتها ومخزونها الرمزي ومتخيها الاجتماعي. إنّها أعمال للذكرة أكثر من الراهن. لكنْ وهي تستعيد التاريخ لا تلبث أنْ تتعامل معه بنوعٍ من الحذر الفكري وتضع معه مسافة كبيرة من أجل التشريح والمعاينة.
وإلى جانب كتابة الرواية، صدر لصاحب «الساحة الشرفية» مجموعة من الدراسات النقدية مثل «سلطة الواقعية» و«النص العضوي» و«السلفية والوطنية» و«اليسار في المغرب» و«الذات والسيرة». وهي مؤلفات تُظهر قوّة الشاوي على مستوى التحصين العلمي وتجعله قادراُ على إنتاج بورتريه مختلف عن باقي الكتاب والروائيين الذين تعرضوا للاعتقال منذ نهاية السبعينيات. وهذا الأمر، يتبدّى في الكيفية التي بها ينسج عبد القادر الشاوي شخصياته الروائية ويُحاول أنْ يجعلها تتماهى مع السياقين السياسي والاجتماعي اللذين عرفهما المغرب منذ بدايات الثمانينيات. كما تعتبر تجربة الشاوي من التجارب الأدبيّة التي وإنْ اشتغلت على السياسة وأوجاعها، فإنّها بقيت أمينة لجماليات النصّ الروائي وصنعته.