يتميّز المسار الفكري عند عبد القادر الشاوي بقدرة كبيرة على التنوّع بين الكتابة في النقد والفكر والأدب. فهو تعدّد يجد موطنه في زخم تجربة الكاتب، باعتباره أحد أبرز الأدباء المغاربة الذين قدّموا متناً أدبياً مغايراً وتميّزت رواياتهم بآفاقٍ تخييلية هامّة تُسلّط الضوء على العديد من القضايا ذات صلة بالمجتمع. وتعُد كتابات الشاوي الأدبيّة بمثابة سيرة ذاتية كُتبت على مدار مؤلّفات روائية عديدة، إذْ تمتح عوالمها من لحظات اعتقال الكاتب والفترة التي قضايا الشاوي في السجن، لكنّ صاحب « المجاورات » لا يكتفي بتصوير ميكانيكي للواقع، بقدر ما يعمل على تصوير لحظات التشظي والمعاناة التي تطال الجسد البشري خلال معاناته وآلامه. من ثمّ، تعتبر كتاباته التي يدرجها النقاد ضمن أدب السجون بمثابة وثيقة تاريخية هامّة تؤرّخ لمختلف المراحل التي مرّ منها المغرب في سبيل إرساء الديمقراطية والحرية وغيرها.
في السنوات الأخيرة، بدأت تُطالعنا العديد من الكتابات الفكرية لعبد القادر الشاوي بعيداً عن رواياته التي دأب الناس على قراءتها والتفكير فيما تطرح من قضايا سياسية وإشكالات اجتماعية، صوب كتابة تهجس بنوع من التفكير المجرّد في ميكانيزمات الواقع. وهي كتابات رغم ما يطبعها من بعد تجريدي، فإنّها تنطلق من الواقع بكل ما يعيشه من أرق وتصدّعات، فتُحاول التفكير عكس التيار في قضايا مركزية ذات أبعاد سياسية عميقة ضاربة في المجتمع.




