وعلى ظهر الغلاف اعتبر الباحث بأنّ هذه «المغامرة الجديدة الفاشلة. رحلتنا الفاشلة إلى هوية أنستنا أمرا أهم. نحن بلا مأوى الآن. علينا البحث عن فندق. لا يمكن أن نظل متسكعين في الطريق كثيراً. لا حظنا تكثيفاً أمنياً كبيراً. لا بد أن هذا له علاقة بما يجري في الشرق الأوسط. ما يعرف بحرب الخليج تحديداً. أصبح السياح محميين ومحروسين من قبل الأمن بدرجة أكبر. مررنا من شارع كبير. مهر الوادي الكبير Guadalquivir هادئ هذا اليوم. ضجيج السيارات يكسر هدوءه. أينما كانت أقدامنا تتجه نتبعها. لا وجهة محددة لنا. لم نجد غرفة شاغرة بعد. كل الغرف محجوزة. تابعنا غروب الشمس. بدأنا نفقد الأمل. الوقت يمر بسرعة شديدة».
وبالنّظر إلى سلاسة السرد فإنّ الكتاب ينتمي من الناحية الأجناسية إلى أدب الرحلة، وهي التجربة الأولى على ما اعتقد للكاتب مراد الخطيبي، بعد سياحة طويلة في الكتابة الشعرية ونظيرتها النقدية، إضافة ما قدمه من إسهامات غزيرة على مستوى الترجمة، باعتباره من الأقلام الهامّة في هذا المضمار. لقد أصبح لهذا النوع من الأدب مكانة كبيرة داخل الثقافة المغربية، لأنّه يُتيح للقارئ السفر افتراضياً إلى عوالم أخرى يجهلها وبعيدة عن محيطه الذي تربى وشبّ فيه. وأصبح المغاربة يمتازون بهذا النوع الأدبي من الكتابة الذي يُحرّر الذات على مستوى الحكي ويجعلها مفتوحة على تحوّلات الفضاء الذي توجد به.
جدير بالذكر، أنّ مراد الخطيبي يشغل حالياً أستاذاً جامعياً بمدينة سطات. كما يُعتبر من الأسماء الشعرية التي تنتمي إلى جيل التسعينيات، والتي أخذت على عاتقها تجديد الموضوعات وتخليص القصيدة من ربقة الإيديولوجيا بالانفتاح على الذات والمعرفة. كما ساهم الباحث في كتابة العديد من الدراسات النقدية حول المفكر عبد الكبير الخطيبي، وكان سباقاً في الكثير من الموضوعات التي ظلّ عالقة في فكر الخطيبي، كما هو الحال على مستوى صداقاته مع كبار المفكرين والشعراء مثل رولان بارت وجاك دريدا ومحمود درويش وغيرهم.