تأتي خصوصية هذا التكريم، انطلاقاً من طبيعة الأعمال السينمائية التي قدّمها صاحب « الصوت الخفي » من أجل التأسيس لسينما مغربية أكثر ابداعاً. لذلك يجد المُشاهد نفسه أمام أعمال سينمائية مذهلة تُضمر قوّة كبيرة من ناحية الابداع وذلك لكونها عبارة عن أفلام يُمتزج فيها الابداع الموسيقي بالابتكار البصري، بحيث أنّ أفلامه عبارة عن أعمال إبداعية حقيقة، سواء تعلّق الأمر بالكتابة أو الموسيقى التصويرية أو حتى الإخراج. إنّ أفلام كمال كمال ليس مجرّد أعمال تُشاهد وتُنسى، بل تظلّ تحفر مجراها عميقاً في ذاتك وهي تدعوك إلى إعادة مشاهدتها من جديد، بل والتفكير فيها صورها وتأمّل مَشاهدها، بحكم ما تنطبع به من أثر سينمائي مغاير.
يحرص مهرجان السعدية السينمائية أنْ يعيد الاعتبار لعددٍ من المخرجين والممثلين الذين طالما قدّموا شيئاً مُضيئاً للسينما المغربية. لهذا فإنّ مثل هذه التكريمات، تُعدّ شكلاً من أشكال الاعتراف الضمني، بما قدّمه كمال كمال للسينما والأفق البصريّ المُختلف الذي ظلّ يراهن عليه في عدد من أفلام السينمائية والتي كان حريصاً دائماً عبرها على الكتابة وفق منزع مغاير يتعامل مع السينما على أساس أنها فنّ يدفع المرء إلى التفكير وطرح الأسئلة وليس مجرّد وسيطٍ بصريّ غايته الترفيه.



