التعليم العالي: ما هي الجنسيات الأكثر تمثيلا في مدارس الهندسة والتجارة الفرنسية؟

طلبة بمدرسة الهندسة بباريس

في 21/08/2025 على الساعة 12:45

خلال العام الدراسي 2023-2024، من بين 430.000 طالب أجنبي المقبولين في الجامعات والمدارس العليا الفرنسية، 22% منهم التحقوا بمدارس التجارة والهندسة. ويعد المغرب الأكثر تمثيلا على مستوى القارة.

تعد فرنسا واحدة من أكبر الدول المستقبلة للطلاب الأجانب في العالم. وتحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث عدد الطلاب الأجانب خلال العام الدراسي 2023-2024، بإجمالي 430.000 طالب دولي، وتستهدف الوصول إلى 500.000 طالب بحلول عام 2027، وففا لمعطيات كامبيس فرانس (Campus France).

وعلى الرغم من أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الولايات المتحدة، الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الطلاب الدوليين، والتي يبلغ إجمالي عدد الطلاب الدوليين المُسجلين فيها 1.130.000 طالب، إلا أنه من المتوقع أن تزداد جاذبية فرنسا في السنوات القادمة نظرا لتراجع عدد الطلاب الدوليين المسجلين في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المتوقع أن يتسارع هذا التراجع مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة وسياسته الصارمة في مجال الهجرة، التي لا تستثني الطلاب الأجانب.

من المرجح أن يفيد هذا التراجع في الولايات المتحدة دولا مثل فرنسا، لا سيما في مجالات الهندسة والتجارة، التي لا تزال تجذب اهتماما متزايدا، لا سيما من الطلاب الأفارقة والآسيويين.

وإذا كانت الجامعات الفرنسية تستقبل 63% من الطلاب الأجانب، تواصل المدارس العليا للتجارة والهندسة جذب الطلاب الأجانب.

في العام الدراسي 2023-2024، بلغ عدد الطلاب الأجانب 94.643 طالبا، يمثلون 23% من إجمالي المسجلين في هذه المدارس، مقارنة بـ21% في العام الدراسي 2022-2023. ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام بفضل السياسة المطبقة في الولايات المتحدة، والتي قد تدفع العديد من الطلاب إلى التوجه لدول مضيفة أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأستراليا وتركيا.

كما أن هناك تركيز كبير جدا لأصول هؤلاء الطلاب في عدد قليل من البلدان. وهكذا، يأتي 60% من طلاب مدارس الهندسة وأكثر من 61% من طلاب مدارس التجارة من عشر دول.

من بين هذه الدول، يحتل الطلاب القادمون من القارة الإفريقية مكانة بارزة. وتصنف ست دول إفريقية ضمن أفضل عشر دول من حيث أصول الطلاب الأجانب في المدارس العليا للهندسة والتجارة الفرنسية.

ويمكن تفسير هذا الوضع بعدة عوامل: تاريخية (مواطنو المستعمرات الفرنسية السابقة)، ولغوية (الدول الناطقة بالفرنسية)، وقرب جغرافي (خاصةً لدول شمال وغرب ووسط أفريقيا)، وسياسية (التعاون الثقافي)، وانخفاض تكاليف الدراسة مقارنةً بتكاليف المدارس الأمريكية والبريطانية.

في مدارس الهندسة بوليتكنيك (Polytechnique)، وسنترال-سوبيليك (CentraleSupelec)، والمعادن-القناطر (Mines-Ponts)، وغيرها)، التي تضم 32.000 طالب أجنبي، هناك حضور قوي للطلاب الأفارقة.

وهكذا، يشكل مواطنو دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط (36%) وطلاب دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (24%)، الأغلبية في هذه المؤسسات. وبالتالي، ضمن أفضل عشر دول من حيث أصول الطلاب الأجانب، تضم ست دول أفريقية: المغرب، والكاميرون، وتونس، والسنغال، والجزائر، وساحل العاج. تمثل هذه الدول الإفريقية الستة 43.14% من المسجلين في هذه المدارس.

المغرب هو الدولة الأكثر تمثيلا في مدارس الهندسة الفرنسية، حيث يبلغ عدد طلابه 6035 طالبا، أي 19% من إجمالي المسجلين. بعبارة أخرى، ما يقرب من واحد من كل خمسة طلاب أجانب في مدارس الهندسة هو مغربي.

بالإضافة إلى هيمنته الكمية، يتميز المغرب أيضا بالحضور القوي لطلابه في المدارس الفرنسية الأكثر شهرة، بما في ذلك البوليتكنيك، والمدرسة المركزية في باريس (Centrale de Paris)، والمعادن والقناطر، وسوبليك، إلخ. يفسر هذا الرقم بجودة التدريس في ثانويات التميز المغربية. فعلى سبيل المثال، خلال العام الدراسي 2024-2025، التحق 24 طالبا مغربيا بمدرسة البوليتكنيك، وهي الدولة الأجنبية الأولى بلا منازع في هذه المؤسسة الفرنسية العريقة.

وتأتي الصين وراء المغرب بفارق كبير، إذ أن 2630 طالب صيني فقط مسجل في مدارس الهندسة الفرنسية، وهو ما يمثل 8% من إجمالي المسجلين، متقدمةً على الكاميرون (الثالثة بـ2059 طالبا). ومع ذلك، تظهر الكاميرون زيادة قوية على أساس سنوي بنسبة 17% وزيادة كبيرة في عدد الطلاب المسجلين في مدارس الهندسة بنسبة 123% على مدى السنوات الخمس الماضية.

تليهم تونس (الرابعة بـ1845 طالبا)، والسنغال (السابعة بـ1156 طالبا)، والجزائر (الثامنة بـ1059 طالبا)، وساحل العاج (العاشرة بـ826 طالبا). وتجدر الإشارة إلى أن الدولة الأخيرة قد سجلت أكبر زيادة في عدد الطلاب الأجانب في مدارس الهندسة الفرنسية، بنسبة 154 %على مدى خمس سنوات.

وفيما يتعلق بمدارس التجارة، يوجد 62643 طالبا أجنبيا. تضم الدول العشر الأكثر تمثيلا في هذه الجامعات 38.378 طالبا، أي ما يعادل 61.26% من الطلاب المسجلين في هذه المدارس المرموقة، بما في ذلك «HEC»، و«Essec Business School»، و«ESCP Business School»، و«Edhec»، و«Grenoble Ecole de Management»، و«Kedge Business School»، و«Skema Business School»، وغيرها.

وشهد عدد الطلاب الأجانب في مدارس التجارة نموا سريعا، بنسبة 70% خلال السنوات الخمس الماضية.

في هذه المدارس، يتصدر الطلاب الصينيون القائمة بـ9.130 طالبا، أي ما يعادل 15% من إجمالي الطلاب المسجلين. يليهم المغرب بفارق ضئيل، حيث يبلغ عدد الطلاب المسجلين في مدارس التجارة الفرنسية 8.403 طلاب، أي ما يعادل 13% من إجمالي الطلاب المسجلين. ويمثل هذا زيادة بنسبة 4% مقارنة بالعام الدراسي السابق، وزيادة بنسبة 65% خلال السنوات الخمس الماضية.

تشمل الدول الإفريقية الأخرى ذات التمثيل الطلابي العالي الكاميرون (الخامسة بـ2761 طالبا)، وساحل العاج (السادسة بـ2747 طالبا)، والجزائر (السابعة بـ2234 طالبا)، وتونس (الثامنة بـ1597 طالبا)، والسنغال (التاسعة بـ1547 طالبا).

وهكذا، إذا كان الطلاب المغاربة يمثلون النسبة الأكبر في مدارس الهندسة والتجارة في فرنسا، بإجمالي 14.438 طالبا (33.30%)، تسجل الكاميرون أعلى نسبة طلاب مسجلين في هذه المدارس، بـ4820 طالبا من إجمالي 10880 طالبا، أي بنسبة 44.30%.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أنه خلال العام الدراسي 2023-2024، استقبلت فرنسا 419.694 طالبا أجنبيا في جامعاتها، ومدارسها العليا في الهندسة والتجارة، ومدارس الفنون والهندسة المعمارية، والمدارس الثانوية. ويعد المغرب البلد الأكثر تمثيلا بـ43.354 طالبا، متقدما على الجزائر (34.269 طالبا)، والصين (27.123)، وإيطاليا (21.123)، والسنغال (16.955).

تحرير من طرف موسى ديوب
في 21/08/2025 على الساعة 12:45