ويتعلق الأمر بامحمد البوكيلي، الإعلامي الإذاعي المتقاعد والمدير السابق للإذاعة الوطنية ولإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم؛ والحسين بنحليمة، المنتج والمذيع والمقدم للبرامج المتقاعد من الإذاعة الوطنية؛ وبنعيسى حجي، مخرج البرامج المتقاعد من الإذاعة الوطنية؛ اعترافا بالمساهمات التي قدموها للارتقاء بالعمل الإعلامي السمعي البصري بالمغرب طوال عقود من الزمن.
وتندرج هذه الالتفاتة إلى هؤلاء الرواد في إطار الأهمية البالغة التي توليها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تنفيذا لتوجيهات فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام، لرعاية الموروث الفني والثقافي والإعلامي الوطني عبر تثمين أرشيفه الهام، واستحضاره بتمكين الإعلاميين والفنانين من تجارب رواد القطاع السمعي البصري الوطني، نظرا لخصوصياتها، وللرسائل النبيلة التي اضطلعوا بها خلال مختلف المحطات التي شهدها المغرب.
وجاء هذا التكريم أيضا للرواد الثلاثة بصفتهم أعضاء في لجنة إحياء الذاكرة الإعلامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي تشكلت سنة 2016، وضمت في عضويتها، أيضا، المخرج الراحل شكيب بنعمر، إلى جانب صباح بنداود، المديرة المساعدة المكلفة بالإذاعات الجهوية، وكريم سباعي، مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية منسقا لأشغالها.
وقد عهد الرئيس المدير العام إلى اللجنة المذكورة ببلورة مشروع إحياء الذاكرة الإعلامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ووضع التصور المندمج لبرنامج عمله، بوصفه مبادرة تُمكن من تجسيد قيم الخدمة الإعلامية العمومية واستمراريتها من جيل إلى جيل، وربط ماضي الإذاعة والتلفزة المغربية بحاضر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وترسيخ ثقافة التقدير والاعتراف بالرواد وبمساراتهم المتميزة ومساهماتهم في تطوير تجربة أكثر 90 سنة من البث الإذاعي والتلفزي بالمغرب.
وخلال هذا الحفل الذي حضره مسؤولو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ونخبة من الفعاليات الإعلامية والثقافية، تم التوقف عند المسارات المهنية النموذجية للمُكرمين، واستعراض أبرز الأحداث والمحطات التي بصموا فيها على أداء مهني متميز، والمساهمات التي قدموها للارتقاء بالعمل الإعلامي بالمغرب طوال عقود من الزمن.
وفي هذا الإطار، تمت التذكير بمسار الأستاذ امحمد البوكيلي؛ الحاصل على وسام العرش من درجة فارس، وهو من مواليد مدينة مكناس سنة 1952، وبدأ مساره المهني بالإذاعة الوطنية سنة 1982، وتدرج من مذيع إلى مقدم ومنتج برامج، فأعد وقدم عشرات البرامج الفنية والثقافية والاجتماعية وحاور شخصيات مرموقة من المغرب ومن البلدان العربية؛ كما تولى سنة 1994 إدارة إذاعة طنجة، ثم مديرا للإذاعة المغربية سنة 2003، فمديرا لإذاعة وتلفزة محمد السادس للقرآن الكريم سنة 2006 في إطار الهيكلة الجديدة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أما الحسين بنحليمة، فقد بدأ مساره المهني البارز بالإذاعة الوطنية سنة 1964، وعمل مذيعا ومقدما للأخبار ومنتجا للبرامج. وفي سنة 1974 التحق بمديرية الإذاعة للعمل في تدبير شؤون البرامج والإنتاج والعلاقات مع الإذاعات العربية والإسلامية وتدبير البرامج الجهوية؛ وعند تأسيس إذاعة تطوان الجهوية سنة 1984 عمل رئيسا لهذه المحطة، ليعود سنة 1993 إلى الإذاعة المركزية حيث تولى رئاسة قسم البرامج الوطنية؛ وقد عُرف بنحليمة بإسهاماته الكبرى في دعم وتقوية الإعلام الجهوي، لاسيما من خلال تجربة برنامج الإذاعة المتنقلة الذي شمل 12 إقليما في إطار تقريب الإذاعة من المواطنين.
من جانبه يعتبر الأستاذ بنعيسى حجي، من القامات الإعلامية المتميزة في مجال الإخراج الإذاعي طيلة مسيرته المهنية التي انطلقت سنة 1966 بالتحاقه بالإذاعة الوطنية؛ حيث انكب على إخراج العديد من البرامج الإذاعية المتميزة، منها سلسلة « إطلالة على التراث »، التي استمرت من سنة 1978 إلى 2006 بالإذاعة المركزية، ثم بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم؛ كما له مساهمات في « الأحد لكم »، ثم « ليالي رمضان »، كما اشتغل في برنامج « الإذاعة المتنقلة »، علاوة على إسهاماته في الإشراف على الإخراج الإذاعي للبرامج التي كانت تقدمها إذاعة « طرفاية » في السبعينات قبل انطلاق المسيرة الخضراء، وإخراج البرنامج الإعلامي الكبير « قطار التنمية » ثم « قافلة التنمية ».