ينقلنا المهرجان طيلة أيامه إلى أفلام تتجاوز في ملامحها الأبعاد الترفيهية، صوب أفلام تنقل المُشاهد من البصر إلى مفهوم النّظر. ويراهن المهرجان على مفهوم السينما المستقلة التي عادة ما يراد بها خلق مناخات بصرية تتجاوز مفهوم السينما التقليدية. وتحيل كلمة المستقلة، استقلال المخرج بأفكاره ونوازعه، وتارة أخرى يراد بها الاستقلال من ناحية الإنتاج وغيرها. وبغض النظر عن ضبابية المفهوم والطريقة التي بها يمكن فهم هذا الاستقلال، يحاول المهرجان بكافة ضيوفه وفقراته وأفلامه خلق مساحة سينمائية حقيقية يتشابك فيها الفكر بالسينما ويخلقان معاً مشروعاً بصرياً يُعيد التفكير في سينما المؤلف ودورها البارز في تقديم أعمال فنية لا تنسى.
وقد جرى اختيار صاحب « زيرو » ايماناً من إدارة المهرجان بأهميته كمخرج يُخلخل المفاهيم ويسعى جاهداً إلى تقديم سينما مخلقة ومغايرة. ذلك إن أفلامه تنقل المشاهد مباشرة إلى عوالم يتمازج فيها الواقعي بالتخييلي. لكنها أعمال ترتكز في عمقها على أصالة سينمائية نوعية، سواء عن طريق الإخراج أو التصوير أو حتّى إدارة الممثل.