وتميز اليوم الختامي لهذه الدورة بلوحات فلكلورية تبرز التراث المحلي للمنطقة، وبعروض متنوعة للسربات المشاركة في الفروسية التقليدية، التي ألهبت حماس الجمهور، بمشاركة أزيد من 1000 فارس يمثلون 53 سربة تمثل أقاليم تاونات وتازة ومولاي يعقوب وعمالة مكناس ومناطق أخرى من المملكة.
وأكد محمد السلاسي، رئيس جمعية الوفاق للفروسية والتنمية، في تصريح لـLe360، أنه على غرار الدورات السابقة، تشكل «التبوريدة» العمود الفقري للفعاليات، حيث انطلقت عروضها يوم الجمعة 29 نونبر 2024 في المضمار الكبير بمدينة تيسة، وسط حضور جماهيري غفير، بمشاركة عشرات الخيّالة القادمين من مختلف مناطق وأقاليم المملكة.
وأبرز المتحدث ذاته أن هذه الدورة تسعى إلى المساهمة في تطوير قطاع الفروسية التقليدية في المغرب وتعزيز وحماية تراثنا الثقافي اللامادي الغني المرتبط بالفروسية، حفاظا على استمراريته وتكريس موروث فن «التبوريدة» كفن ثقافي أصيل للأجيال الناشئة.
وعلاوة على عروض الخيل ومسابقات الفروسية، تم تنظيم عدد من الأنشطة الرياضية والثقافية الموازية، شملت بالخصوص مسابقة في كرة الطاولة والشطرنج، ودوري الفرس لكرة القدم، ومسابقة في الرسم لفائدة الأطفال والشباب، إلى جانب ندوات فكرية حول مظاهر رعاية الخيول وسهرات فنية محلية متنوعة.
وقد دأبت قبائل الحياينة على تنظيم ألعاب الفروسية التقليدية منذ عقود خلت، خاصة عند احتفالهم بموسم الولي الصالح سيدي امحمد بلحسن، ليصبح بعدها مهرجانا سنويا يحتفي بالخيول العربية والبربرية على حد سواء، ناهيك عن الدور المحوري الذي أصبح يلعبه في التعريف بالمؤهلات الفلاحية والتراثية والسياحية التي يزخر بها إقليم تاونات عامة، خصوصا في مجال تربية الخيول العربية والبربرية باعتبارها جزء لا يتجزأ من التاريخ والهوية الثقافية المحلية لتيسة والذاكرة الجماعية لمنطقة الحياينة ككل.