وتحكي المسرحية قصّة «علال» و«رحال» وهما يبحثان عن الماء، وإذا بهما يجدان النفط، لكنّهما يصطدمان في نهاية الأمر في كون السائل مجرّد مجاري للصرف الصحي. لكنْ في مقابل هذه النهاية يتعرّف المُشاهد على طبيعة النفس الإنسانية وكيف تتغير بمجرّد الاغتناء أو الحصول على السُلطة. بحيث ينقلنا المخرج عبر مسار المسرحية ووفق نفسٍ كوميدي إلى مَشاهد ساخرة لكل من «علال» و«رحال» تُضمر في طيّاتها خطاباً واقعياً وثنائية فكريّة لا تخرج عن «البطل» و«الكومبارس».
إنّ ثنائية البطل والكومبارس، بقدر ما تتجذّر كبنية مسرحية، فإنّها تبقى عبارة عن أسئلةٍ فكريّة تنظر إلى الواقع بعينٍ مُواربةٍ تعمل على نقل الواقع وإعادة تخييله داخل الفضاء المسرحي. وقد أدى أدوار المسرحية كل من عبد اللطيف الخمولي ومنير أوبري وجواد العلمي. ذلك إن النصّ حقّق أكثر من جولة فنية داخل المغرب ولقيت المسرحية نجاحاً جماهيرياً كبيراً، إذْ كلّما عرضت داخل فضاءٍ مسرحي، إلاّ وذهب الناس إلى مُشاهدتها والاستمتاع بالأداء المُذهل الذي قدّمته عناصر الفرقة.
هذا وتجذر الإشارة بأنّ عبد المجيد شكير، يُوازي في مساره الإبداعي بين الكتابة المسرحية ونظيرتها النقديّة، هذا فضلاً عن تدريس المسرح والتربية الجماليّة وغيرها. وقد صدر له في هذا الصدد مجموعة من المؤلّفات النقدية نذكر منها: «الجماليّة المسرحية: التطوّر التاريخي والتصوّرات النظرية»، «الجماليات: بحث في المفهوم ومقاربة للتمظهرات والتصوّرات».