بمناسبة عرض فيلمه الأخير «جلال الدين» ضمن مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بين 6 و13 من الشهر الحالي، كان لنا هذا الحوار مع صاحب فيلم «الغرفة السوداء» للحديث عن كواليس فيلمه والصعوبات التي وجدها في تصويره وأيضاً عن بداياته في عالم السينما، بالنسبة لشخص قادم من الصيدلة. إذْ يعتبر أنّ عشقه للسينما قاده بشكل مبكر إلى الانخراط في عوالمها ومتخيّلها، حتّى أصبح اليوم واحداً من صنّاع الفنّ السابع بالمغرب، وأحد أعمدته. وذلك على خلفية ما راكمه من أفلام سينمائية ذات قوّة تجريبية لا تستقرّ عند موضوع سينمائي معين، بقدر ما تنزع صوب هواجس تجريبية متجددة.
ويأتي فيلمه الجديد عبارة عن رحلة في عالم التصوف من خلال شخصية (ياسين أحجام) تعتزل الحياة العامة بكل نواحيها وتتفرغ للعبادة والحب. لهذا يظهر الفيلم مدى اختلافه عن أعمال فيلموغرافية أخرى للمُخرج، فإذا كانت بعض أفلامه تنطلق مما هو سياسي أو اجتماعي، فإنّه هنا يأخذ بُعداً ذاتياً يُعيد نسج علاقة وجدانية مع المتخيل. ويعتبر حسن بنجلون أنّ هذا الانتقال من السياسة والمجتمع صوب التخييل الذاتي، يعود أساساً إلى كونه لا يُحبّ تكرار نفسه، إذْ يبحث لنفسه عن آفاقٍ جماليّة أخرى يُطوّع فيها جسده ويُحوّل الصورة إلى مختبر للتفكير والحلم.
وعن علاقة بطل الفيلم مع شخصية جلال الدين الرومي، يعتبر المخرج أنّ الفيلم لا يعمل على محاكاة هذه الشخصية الأثيرة التي تُعدّ أحد أقطاب التصوف، بل إنّ الحكاية تنبعي على خصوصية مغربية. لكن تحاول الشخصية أن تتقاطع وتتلاقى مع البعد الروحاني للتصوف ومستوياته المختلفة.
كما صرح حسن بنجلون بعلاقته الكبيرة بفريق النهضة السطاتية والاحترام الذي يُكنّه المخرج للفريق، رغم تدني مستوى اللعب وتراجع في سلم الترتيبات. لهذا لا يستطيع بنجلون تصوير فيلم خاص عن هذا الفريق، لأنّ ذاكرته لا تُساير ما سيحدث اليوم، وبالتالي، ستظلّ الصُوَر بالنسبة عالقة في فوانيس الذاكرة ومساربها الحلمية.