يأتي الكتاب « بعكس ما ادعته دراسات سابقة: فهو ضد موت الناقد لرونان ماكدونالد وضد موت المؤلّف لرولان بارت وضد نهاية الأدب لدومينيك مانغينو. هذا لا يعني أن تحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن الناقد والمؤلّف والأدب، وتمارس النقد البيوغرافي على الطريقة التقليدية. فأنْ تكون اليوم ضد موتهم يعني أن تعيدهم إلى الحياة، ولكن، من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة، من خلال نظرة جديدة إليهم. أن تقدم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدّد ويبتكر لنفسه في كل مرّة أسباب الحياة ». من ثم فإنّ هذا الكتاب « يكشف عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، للنقد، للناقد الأدبي، للمؤلّف الأديب، أي أنه يريد أن يوضح أن هناك بدايات جديدة بعد تلك النهايات إن سلمنا بوجودها، وأنه بدل خطاب النهايات، سيكون من الأفضل، بلا شك، أن نتحدث عن خطاب البدايات ».
يقول المودن " ما يوجد في قلب مسرحية أوديب الملك ليس هو جريمة قتل الأدب، بل جريمة قتل الابن، ذلك لأن مسرحية سوفوكل غارقة في هذا الاستيهام الخاص بجريمة تقل الابن: لأنّ لايوس قد كان سبباً في موت كفل ملك آخر، فلذلك جرّ على نفسه، وعلى شعبه، لعنة الآلهة وعقابها، وفي قلب المسرحية، هناك هذا الأمر الذي أصدرته جوكاست ـ بعلم لايوس أو بغير عليه ـ بأن يموت طفلها الذي أنجبته. وبهذا، فإن مسألة قتل الابن هي الجريمة المركزية، وتبقى مسألة قتل الأدب ثانوية في المسرحية: هناك تلك الفكرة التي تقول إن الطفل يمكنه قتل أبيه لكن الفكرة الأكثر عنفاً التي لا تقبلها الذوات ولا المجتمعات: أنْ تقتل الأم طفلها، أو أن يقتل الأدب طفله. وفي الواقع فإن جريمة قتل الطفل هي المهيمنة في الميتولوجيا الإغريقية ».