يعد أحمد سيجلماسي من النقاد المغاربة الأكثر حرصاً على تاريخ السينما المغربية والذين استطاعوا في السنوات الأخيرة توثيق التجربة السينمائية المغربية والترويج لها والتعريف بما تقدمه من تجارب ووقائع ومفاهيم وذلك أمام الغياب المهول للكتابات التي تُعنى بتوثيق السينما المغربية، انطلاقاً من مقاربات تاريخية تضع الفيلم داخل منظومة اجتماعية معيّنة. وتُعدّ كتابات أحمد سيجلماسي مرجعاً للطلبة والباحثين المتخصصين في السينما المغربية، نظراً للدقة التي تمتاز بها من ناحية المعلومات. فهي كتابات لا تنشغل بالجانب الفلسفي ولا تحاول أنْ تُسقط بعض المفاهيم والنظريات على الفيلم، بقدر ما تستند تجربة نقدية تضع الشرط التحليلي في مقدمة الكتاب.
يتأسس هذا الاختيار على قناعة ثقافية نابعة من الضرورة الملحّة التي تفرضها هذه الكتابات التوثيقية المذهلة التي يقوم بها سيجلماسي، في وقتٍ تتهرّب فيه المؤسسات من هذه العملية التي تدخل ضمن مشروع وطني حقيقي يُلملم أشلاء السينما المغربية ويحرص على تتبع دقائقها والمراحل التي مرّت منها في سبيل إبراز هويتها وجمالياتها ومرجعياتها الاجتماعية ونسقها الفكري الذي تدافع عنه.



