ويشارك في تقديم الكتاب كل من عثمان الزياني ونزار كلوج ومحمد بنيوسف، حيث سيعملون على تقديم مجموعة من الأوراق البحثية في الكتاب الذي يجد ملامحه الفكرية ضمن أسلوب السيرة الذي استطاع من خلاله «العريس» أنْ يكتب تاريخه الشخصي وما مرّ به من محن على درب المقاومة والنضال. سيما وأنّ مثل هذه الكتابات تكتسب شرعيتها ومكانتها الاعتبارية في التصاقها الحميمي بالسياق التاريخي الذي ظهرت فيه، فهي وإنْ كانت تتبرّم أنْ تتصادى مع الحدث السياسي، فإنّها تحرص من جهة أخرى على ملامسة جوهر الكينونة البشرية واللحظات التي يمر منها الفرد. على هذا الأساس، شكلت كتابات الوديع السردية لحظة هامة في مساره الأدبي، لأنها جعلت التجربة الذاتية تبرز وتظهر للناس، بحكم الإمكانات التي تحبل بها الكتابة السردية وقدرتها على اختراق غلالة الواقع مقارنة بالشعر.
ويعد الكاتب صلاح الوديع أحد أبرز الوجوه الشعرية الثمانينية التي استطاعت من خلال أعمالها الشعرية أنْ تترك أثرها البارز داخل الجيل الثالث من المشهد الشعري المغربي المعاصر عبر مجموعة من الأعمال الشرعية التي تغوص في الذات الفردية وتحاول إظهار آلامها ومعاناتها جرّاء ما تعرضت له من ظلم وحيف داخل مرحلة عرفت العديد من الرجّات السياسية، سيما بين القوى التقدمية وبين أطياف الأحزاب التقليدية التي كانت تستغل الدين للوصول إلى السلطة.
