ينطلق « سي الكالة » مما يسمى بالكوميديا السياسية وهي نمط فني غائب داخل المغرب، إذْ يصعب أن تجد سيتكومات ذات بعد سياسي ساخر. لذلك وجد المشاهد في هذا العمل الفني أداة فنية لإدانة الواقع السياسي والكشف عن خيباته ومرارته ونتوءاته، لكنْ وفق آلية فنية تضع الحدود السياسية الإيديولوجية والرهان على السخرية، باعتبارها فناً ساخراً يقدّم منتوجاً فنياً مدهشاً.
لقد نجح باسو من خلال هذا السيتكوم أنْ يقدّم فرجة أصيلة ذات صلة بما يعيشه المجتمع من قضايا وإشكالات. لذلك وجد المشاهد في هذا السيتكوم أفقاً مغايراً لما هو موجود من أعمال فنية خلال شهر رمضان. في « سي الكالة » هناك اشتغال مكثف وغني على النصّ، وذلك لكون باسو لا يقوم بحركات بهلوانية تدفعنا إلى الضحك، وإنّما يدفعنا إلى تأمّل النصّ والكشف فيه عن أشياء هي موجودة في صلب واقعنا وممارساتنا اليومية تجاه السياسة.
يسعى باسو في مجمله أعماله الكوميدية إلى التفكير مسبقاً في الشكل الفني، قبل التفكير في مادته الفنية. لذلك تأخذ أعماله صبغة تجديدية يجد فيها المتلقي براعة على مستوى الأداء والحرفية. ولا شك أنّ « سي الكالة » يمثّل هذا الأفق الممتع الذي يحرص عليه الفنان الكوميدي من أجل تقديمه إلى الناس والسعي في نفس الوقت إلى تجديد الصنعة والبحث لها عن أفق فني مغاير.




