تعتبر ثريا ماجدولين من الأسماء الشعرية التي لها وقعٌ خاصّ داخل الكتابة الأدبيّة، بحكم الإمكانات الجمالية التي تحبل بها تجربتها الشعرية على مستوى الكتابة والتخييل. ذلك إنّ كتابة لا تقوم على تصوير ميكانيكي للذات والواقع، بقدر ما تجعل من فعل الكتابة وسيلة لإدانة الواقع وجرحه. وتعتبر «أثر الطير» النصّ الروائي الأوّل لثريا ماجدولين، فهو انتقال لا تتحكّم فيه دوافع براغماتية ترجع إلى المكانة التي أصبحت تحظى بها الرواية مقارنة بالشعر، وإنما إلى إقامة نوع من التجريب الأدبي الذي يجعل الكاتبة تتعمّق في بنية التعبير بسبب الإمكانات التي يتوفّر عليها السرد مقارنة بالشعر. وبالتالي، فإن الكتابة هنا تأتي كنوع من التجريب الذي يهدم الحدود الأجناس ويجعل فعل الكتابة أكثر تحرراً.
نقرأ على غلاف الرواية « أثر الطير هي رواية تتشابك فيها خيوط الماضي والحاضر في تمرين عميق على النسيان، حيث تتبع الصحافية فريدة رحلتها المرهقة في البحث عن الحقيقة وسط عالم يقاوم كشف المستور. بين ظلال السياسة وصخب الذاكرة، تستعيد الرواية أحداثاً سياسية مفصلية طبعت تاريخ المغرب الحديث. من انتفاضة 1984 إلى حراك 20 فبراير 2011. بلغة تجمع بين الواقعية السرحية والعمق الفلسفي، تقدم الرواية سرداً تأملياً يمزج الحلم بالواقع، وينسج من التفاصيل الصغيرة رؤى كونية تجعل القارئ يتساءل: هل الحقيقة مجرد أثر طير في سماء غائمة؟ ».




