تأتي أهمية هذا الكتاب في كونه يضعنا أمام تشريح علمي للإعلام الإلكتروني، بحيث يرصد مدى تأثيره على فئة خاصّة من المجتمع تتمثّل في الشباب. سيما أنّه يضع هذا الإعلام موضع فحص داخل وسائل التواصل الاجتماعي ويُبلور وفق هذا المنظور حجم التأثير والتقاطع والتلاقي بين وظيفة الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. ذلك إنّ هذه الأخيرة أصبحت تلعب دوراً كبيراً في التأثير في الأحداث وتغيير مجريات فهمها في ذهنية الناس. هنا يتدخّل الإعلام الإلكتروني بكل حصافته ومهنيته ليُعيد البحث والتنقيب عن الحقيقة فيما تدّعيه السوشل ميديا. ولأنّ الكتاب في أصله عبارة عن دراسة علمية، ينقلنا الباحث في الفصل الأول إلى معنى الإعلام الإلكتروني وأنواعه وخصائصه ومميزاته وأحواله في ظلّ الطفرات التكنولوجية التي تعرفها وسائل التواصل الحديثة اليوم. ويحرص هذا الإعلام أنْ يكون قريباً من الناس، ساعياً إلى إظهار مجموعة من الحقائق بحلة حديثة ومعاصر ترتكز في الأساس على مفهوم الصورة بحكم حيويتها وقيمتها وقدرتها على إدانة الواقع اليومي بمختلف تحولاته ونتوءاته.
وإلى جانب ذلك خصص الباحث جزءً من الكتاب يتحدّث فيه عن الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع، خصوصاً أنّنا لا نتوفر في المكتبة المغربية على دراسات حديثة تظلّ تُساير وتُعاين تطوّر واقع الإعلام الإلكتروني بسبب أنّه دائم التحوّل والتغيّر. لكنْ اختيار دراسة الموضوع على خلفية وسائل التواصل الاجتماعي يعطي للكتاب قيمته التحليلية ويجعله كتابا يسبر أغوار هذا التأثير على الشباب والأطفال من داخل عمق الواقع وليس وفق مفاهيم الاتصال ونظريات الإعلام. وهو ما يجعل الكتاب يوازي في تشكّلاته بين البعد المعرفي والعمق التحليلي والتفكير السوسيولوجي المتمثّل في معرفة عمق هذا التأثير بكل ايجابياته وسلبياته.
