يحرص جبري في كتابه على تقديم دراسة تحليلية أصيلة للمشروع الثقافي لسعيد بنكراد، باعتباره واحداً من كبار النقاد المغاربة الذين قدّموا متناً نقدياً مختلفاً يهجس بالمغايرة والاختلاف. لذلك تحظى أعمال بنكراد بأهمية بارزة في المشهد الثقافي لكونها تحرص دائماً على تقديم أفق نقدي مغاير يبتعد كلّ البعد عن التنميطات النقدية التي تُعيد إنتاج المكرّر من المفاهيم والنظريات وتحاول توليف السياقات، دون تقديم أيّ جديد يُعوّل عليه من الناحية الفكريّة. لذلك، تمثّل أعمال بنكراد تجربة نقدية هامة داخل الساحة النقدية، بحكم أصالتها وقدرتها على إنتاج خطاب نقدي حقيقي يقترب في تشكّلاته المعرفية من المجال الفكري.
نقرأ في الكتاب « كان هناك بحث عن نماذج مستقاة من حياة الناس، كما تسربت إلى توصيفهم في الدين والحكايات والأساطير، فهي التي يمكن للباحثين من تمثّل القوانين التي تتحكم في العوالم التي بني في مخيالهم، ولم تكن النماذج المقترحة مجرّد تقنيان يستعملها الناقد في تحليل النصوص، كما تلقاها الكثير ن النقاد في الفضاء الثقافي العربي، بل كانت في المقام الأوّل تصوّراً لمعنى الحياة وأشكال تحقيقها. إنّ النصوص ليست سوى ذريعة من أجل الكشف عن الطريقة التي ينظر الناس من خلالها لفهم خارج المعيش اليومي ».




