يحرص هذا اليوم الدراسي على تقديم رؤية جديدة لتاريخ المغرب ومكانته في وجدان بلدان أخرى. فالمغرب يحظى بأهمية بالغة بحكم موقه الاستراتيجي المُطلّ على واجهتين بحريتين، بما جعله على مدار قرون يحتل مكانة مركزية في أجندات الدول ومخططاتها الاستعمارية. لذلك فهو تاريخياً يُعد من البلدان التي تعاقبت على حكمها العديد من الحضارات والدول، بما جعل تاريخ المغرب تاريخاً مركّباً يمتلك من المؤهّلات ما يجعله يظلّ في صدارة البلدان التي يعكس تاريخها إيجاباً على مستوياتها السياحية، بحكم ما يحبل به المغرب من مآثر تاريخية ضاربة في قدم الحضارة الإنسانية. لذلك فإنّ هذا البعد المركّب للمغرب جعل تاريخه يُلفت الأنظار للعديد من الكتابات الأجنبية التي كُتبت ع المغرب، بعيداً عن السياق الاستعمار للكملة، وإنّما من أجل إظهار ما يحبل به المغرب من تنوّع حضاري.
يدخل هذا اليوم الراسي ضمن سلسلة ندوات ولقاءات يُنظمها المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب ويسعى جاهدة إلى تكريسها لتصبح بمثابة تقليد أكاديمي مؤثّر داخل المؤسسة. فهذه الأخيرة التي تكمن وظيفتها فقط في البحث العلمي، وإنّما تعمل جاهدة للتعريف بتاريخ المغرب وتجيش الباحثين على إعمال الفكر التاريخي في مقارباتهم للموضوعات التي يشغلون عليها. وقد نجح المعهد منذ سنوات أنْ يبني جسراً معرفياً بين العاملين في المجال الثقافي والمُنشغلين بالدراسات التاريخية على اختلاف مرجعياتها العلمية.
