وبهذا الخصوص قال رئيس المهرجان، فوزي الصقلي إن الشعار هذه السنة يمثل البوابة لاستكشاف أغوار الثقافة الصوفية والتراث الصوفي العميق، ليس فقط في المغرب بل وامتداده الكوني، وتابع أن هذا التراث يمتلك ثروة كبيرة على المستوى الشعري، والفكري، والفلسفي، والفنون، وأنماط العيش.
وأشار الصقلي إلى أن مفهوم ”شعرية العيش“ يتجاوز الشعر الكلامي، ليصبح شعر السلوكات وغنى العلاقات الاجتماعية، وأكد أن الجانب الروحي يغذي هذا الجانب الأساسي الذي بدأ يُفقد شيئا ما على المستوى العالمي، بسبب التكنولوجيا المتطورة التي تُفقد الإنسان روحه وروحانيته الإنسانية.
وبيّن الصقلي أن الهدف من الدورة هو ضرورة خلق نوع من التوازن، لأن فقدان الروحانية يؤدي بشكل مباشر إلى فقدان الحس الشعري للحياة.
وأوضح الصقلي أن المهرجان سيضم فعاليات متنوعة على مدار عشرة أيام، تتضمن طاولات مستديرة ومحاضرات مختلفة لتعميق الحوار الفكري حول الثقافة الصوفية، وإبداعات فنية وعروض سماع صوفي منوعة، أبرزها حفل الافتتاح الذي سيكون مع عرض ”حضرة“ بمشاركة نخبة من الفنانين مثل نور الدين الطاهري، ونائلة قلعي، وفريق ”كوروبينيانا“ القادم من مورسيا، مما يؤكد البعد العالمي للمهرجان، إلى جانب عروض دولية منها استضافة ”أنوار صابري برودرز“ من الهند، الذين يمثلون السامع الصوفي الهندي.
وبخصوص حفل الاختتام قال الصقلي إنه سيكون مخصصاً للطريقة الحراقية من تطوان، حيث سيتم إعطاء قيمة خاصة للعمل الشعري الكبير والعميق للشيخ محمد الحراق ودواوينه، مشيراً إلى أنهم يعتبرونه ”رومي الصوفي الغربي“.
واختتم الصقلي تصريحه بالتأكيد على أن هذه الجولات الفنية والفكرية تهدف إلى تمكين الجمهور من عيش تجربة شاعريّة الحياة وشاعريّة الجانب الثقافي عبر الشحنة الروحية الصوفية.




