قام بتنسيق الكتاب كل من عتيقة السعدي وعبد الرحمان إكيدر وعبد الفتاح شهيد، حيث رصد مجموعة من الباحثين جملة من التقاطعات التي أصبحت تفرضها الكتابة الأدبيّة المعاصرة. وهو تحوّل منهجي كبير أصبح يفرضه النصّ الأدبي ويسعى الأدباء من خلاله إلى التكسير من حدّة مفهوم الجنس الأدبي من خلال البحث عن كتابة أدبيّة مفتوحة، تُساير تحوّلات الواقع وتسعى جاهدة إلى القبض عن ملامح كتابة معاصرة أكثر وعياً بالخصائص الفنّية والعناصر الجمالية التي تجعلها تنهل من أجناس أخرى، دون أنْ تفقد وحدتها الأجناسية الخاصّة. ويحرص فريق الكتاب على الوقوف عند حدود التجربة الإبداعية عند ياسين عدنان وأهم ما يُميّزها كتابة وتخييلاً. ذلك إنّ تجربته غزيرة ومتعدّدة وتتوزّع بين التعبير الشعري والتأليف الروائي وكتابة أدب الرحلة. وهي أجناس أدبيّة رغم ما يطبعها من مسافة علمية، فإنّها تحضر في كتابات صاحب « هوت ماروك » باعتبارها تخلق تواشجات فنية وتنسج علاقات جماليّة بين هذه الأجناس.
نقرأ في الكتاب « يعتبر سؤال الجنس الأدبي سؤالاً مركزياً في النظرية الأدبيّة، لما يثيره من قضايا جوهرية متعلّقة بالنصّ وخصائصه النوعية ويسائل رغبته في الخضوع أو الانفلات من قيد النمذجة الأجناسية. وإذا كانت الشعرية القديمة قد نحت في مجملها نحو مقولة صفاء الجنس الأدبي فإنّ الوعي النقدي والجمالي الحداثي تحوّل تجاه فرضية تدمير الحدود بين الأجناس ومن ثمّة تنافذها في ما بينها ».
لهذا « تُعد تجربة ياسين عدنان الأدبية نموذجية لاستثارة أقلام النقاد في هذا الباب. فالرجل يكتب شعراً يستمد قوته من الخاصية السردية، حتىى أن هناك من عدّ قصيدته قصيدة سرد لا قصيدة نثر. كما أسهم عدنان في هدم الحدود بين الأجناس الشعرية والأجناس الكتابية، حين كتب الرحلة شعراً في « دفتر العابر » قبل يتحوّل إلى السرد في « مدائن معلّقة » بل إنّه جازف بتجنيس هذا النصّ الرحلي كتدوينات، مقترحاً التدوينة جنساً أدبياً جديداً قائم الذات، دون أنْ ننسى استضافته القوية للشعر في روايته « هوت ماروك ». كما يُعد ياسين عدنان من أكثر أدباء جيله انفتاحاً على المسرح والتشكيل وغيرهما من الأجناس الفنية ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا