في هذا الكتاب الذي يقع في 217 صفحة من الحجم الكبير يؤرخ مراد زروق للنادي بين 1937 و1955 وهي مرحلة صعبة من الناحية الاستعمارية، إذْ رغم وفرة الكتب التي اهتمّت بالكتابة حول كرة القدم، فإنّ الكتاب هنا لها أهميته الخاصّة لكونه يقدم تأريخاً للمسار الذي قطعه نادي فريق الوداد البيضاوي والدور الذي لعبه خلال فترة تاريخية معيّنة، ولأن الكاتب يضع موضوع ضمن سياق تاريخي محدّد، فهو يعطيه شرعية علمية تقوم على التعامل مع الموضوع وفق آلية علمية غرضها الحفر في تاريخ النادي. بهذه الطريقة يجد القارئ نفسه أمام كتاب يغوص عميقاً في الذاكرة الرياضية بالمغرب انطلاقاً من حضورها المتوهّج داخل المجتمع، لا باعتبارها هواية وإنمّا قضية وطنية لعبت دوراً كبيراً في تاريخ المغرب.
تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يحفر في الذاكرة الرياضية ويدعو الباحثين والمؤرّخين إلى ضرورة التفكير في تاريخ الرياضة بالمغرب وجعلها مادة للتفكير وأفقاً للتأريخ. لذلك فالكتاب يكتسب شرعيته من هذا المنظور المنهجي الذي يجعل الباحث يغوص في تاريخ نادي الوداد البيضاوي ويعمل وفق آلية مغايرة عبر جعل الرياضة أداة للتفكير في الراهن المغربي في علاقته بالمد الاستعماري الذي خيّم على المغرب في ذلك الإبان.




