وتلعب هذه المهرجات دوراً كبيراً في تنمية السياحة المحلية وجعل السينما وسيلة لتحقيق تنمية اقتصادية داخل هذه المدن والمناطق المنسيّة. إنّ السينما في الزمن المعاصر ليست وسيلة ترفيهية بقدر ما تمثل قاطرة لتحقيق صناعة سياحية بما تُحقّق المدن الصغيرة نموها وتنخرط في السياحة الوطنية وفق آلية مختلفة ومغايرة تجعل من الفنّ السابع أداة لخدمة الواقع. سيما في وقتٍ أصبحت فيه السينما تلعب دوراً في تنشيط السياحة المحلية وجذب الناس إلى المدينة، خاصّة حين يتعلّق الأمر بمدينة مثل ورزازات لها تاريخها وذاكرتها وتتميز بجغرافية طبيعة مختلفة تساهم بدورها في جذب الناس إليها. لكنْ بوجود مثل هذه المهرجانات السينمائية، فإنّ قيمة الجانب السياحي يبدو كبيراً ويلعب دوراً في تنمية المدينة وجعلها تفتح أفقاً مختلفاً ومغايراً.
تأتي هذه الدورة في سياق خاص « بعد توقف اضطراري أملته ظروف الجائحة كما أملته أيضا ظروف ضعف الدعم. هذا التوقف فرصة سانحة عادة ترتيب الأمور والتقييم الداخلي لتجربة ست سنوات من الاشتغال في المجال من اجل استشراف المستقبل برؤى وتصورات جديدة أرادت من خلالها الجمعية أن تبقى وفية لتيمة المهرجان المتجسدة في الشباب كطاقة ابداعية وخلاقة رغبة منها في أن تفسح المجال امام كل الطاقات في التكوين والتأطير والاخراج لتتقاسم تجربتها مع الاندية السينمائية بالإقليم من أجل ضخ دماء جديدة فيها ومن اجل خلق حركية داخل هذه الأندية التي نعتبرها مشتلا خصبا للمبدعين ومناسبة لإنعاش القطاع السينمائي بتجارب شبابية جديدة تخرج عن ما هو مألوف ».
وتسعى الجمعية من خلال هذه الدورة « إلى الانخراط في الدينامية المحلية التي يعرفها الاقليم لانعاش الحركة الثقافية والفنية وخلق مساحات للترفيه والتنشيط والمعرفة وتعزيز الجهود التي تقوم بها السلطات والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني في التنشيط الفني والسياحي للإقليم والحفاظ على الهوية الثقافية التي تعتبر السينما والسياحة من بين المقومات الاساسية للتنمية بالمنطقة وكان لزاما على الجمعية الانخراط في هذا المجهود التنموي عبر هاته المبادرة التي نسعى جاهدين للحفاظ عليها الى ان تنضج شروط اشعاعها الدولي ».
وستعرف هذه الدورة « تنوعا في انشطتها وبرامجها، حيث اختارت أنْ يكون المخرج ياسين فنان كمخرج للدورة السابعة من مهرجان القصبة للفيلم القصير وهو مخرج سينمائي وكاتب سيناريو مغربي قدم العديد من الأعمال التي لاقت نجاحا جماهيريا حدت به أن يصنف أبرز مخرجي جيله محققا العديد من الجوائز الوطنية والدولية في عدة مهرجانات.وستعمل الجمعية في بلاغ لاحق على نشر جميع تفاصيل البرنامج والمسابقة « .
هذا بالإضافة إلى أن برنامج الدورة سيتيح المنافسة لحوالي 30 فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية للفوز بإحدى جوائز الدورة، منها جائزة المهرجان، وجائزة أحسن سيناريو، وجائزة أفضل ممثل وممثلة، وجائزة المسابقة الوطنية للفيلم القصير.
كما يتضمن برنامج هذه الدورة المنظمة بشراكة مع المجلسين البلدي والإقليمي لورزازات، ورشات تكوينية وندوة حول السينما، وقافلة سينمائية لفائدة الأطفال، وكذا زيارات لاستديوهات السينما بورزازات ومتحفها السينمائي المشهورين.