يحرص فريق الندوة في جعل المهرجان يأخذ بعداً علمياً وليس مجرد مهرجان احتفائي بتجارب المهجر ممن استطاعوا التميّز في مسارهم الحياتي. تأتي قيمة هذه الندوة في كونها تكشف بعمق الدور الذي يلعبه مغاربة الخارج في التنمية الجهوية للأقاليم التي ينتمون إليها. ونظراً لموضوع الهجرة الذي يشتغل عليه الملتقى ويجعل منه عنواناً سنوياً لكافة أنشطته ويومياته داخل الملتقى، فإنّ اختيار تنظيم ندوة حول دور مغاربة الخارج يتماشى مع جوهر التحولات التي باتت تطبع المناطق التي تعرف أكبر عدد من الجالية المقيمة بالخارج، ولذك لأنّ هذه التجارب الإنسانية تعمل بشكل قويّ على تطوير التنمية المحلية بالمدينة وإنجاز مشاريع استثمارية تقوم على خلق مناصب شغل بالمنطقة وتُحرّك يوميات الساكنة وتطلعاتها إلى العيش الكريم.
يحاول ملتقى المهاجر كل سنة أنْ يبتعد كل البعد عن الطابع الترفيهي الذي بات يشكل ميسماً للعديد من المهرجانات. لذلك فإنّ رهانه على ندوة فكرية يأتي ضمن المفهوم الثقافي الذي يكرّسه على أساس أنّ المهرجان يعد فضاءً للتفكير وطرح الأسئلة حول التحولات التي باتت تشهدها المنطقة، بحكم أن مثل هذه الندوات الفكرية تُساهم بشكل قويّ في طرح أسئلة حقيقية وتأجيج المعرفة وتأجيل ثقافة الفرجة التي أصبحت الأفق الذي يؤسس جوهر العلاقة بين الجمهور والمهرجانات.
