وتتغيا هذه الدراسة مقاربة الخطاب السياسي الذي وظف في الحملات الانتخابية البرلمانية بالمغرب مقاربة حجاجية « نسعى من خلالها إلى الوقوف على دور العاطفة في تحقيق الإقناع لدى المخاطبين لبلوغ السلطة وتدبير الشأن العام انطلاقا من أخلاق المتكلم وصفاته (الإيتوس)، وانفعالات المتلقي المصاحبة وإثارة أهوائه (الباتوس).
وحسب تقديم الكتاب « تناولنا الخطاب السياسي لأربعة أحزاب مغربية معروفة، وهي: حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال، وحزب العدالة والتنمية، وحزب الأصالة والمعاصرة؛ إذ من الطبيعي أن تكون خطابات هذه الأحزاب مؤثرة، بالنظر إلى حضورها القوي في المشهد السياسي المغربي خلال المرحلة التاريخية المدروسة ». وحرصت الباحثة على مقاربة خطاب هذه الأحزاب من منظور حجاجي تعرضت من خلاله للحجاج من داخل الخطاب، منطلقة في ذلك من تصور نظري معاصر يربط بين الحجاج وتحليل الخطاب، أو ما يعرف اليوم بالحجاج داخل الخطاب، الذي يعود الفضل في تأسيسه إلى نخبة من الباحثين من أمثال: روث أموسي، وباتريك شارودو، ودومينيك مانغينو وغيرهم.
وتسعى مثل هذه الدراسات على تقديم جديد يُعوّل عليه من الناحية الثقافية، لأنّه يقتحم بمفاهيم فكرية وأدوات ثقافية المجال السياسي فيقوم بتشريح خطابه ورصد أفكاره ومفاهيمه بغية الوصول إلى فهم أعمق للمجال السياسي ورصد عوائقه.