وفي الحفل الذي شهد حضور عدد من المثقفين المغاربة، تم منح الجائزة للشاعر أمام احتفاء كبير من طرف الجمهور داخل المكتبة الوطنية.
وفي كلمته شدّد حسن نجمي الأمين العام لـ « جائزة الأركانة العالمية للشعر » بأهمية النصّ الشعري عند كونتي، باعتباره من رموز الجيل الثاني في القصيدة الشعرية المعاصرة في إيطاليا. ذلك إنّ أعماله ترجمت إلى لغات كثيرة واستطاعت أنْ تُؤثّر بنسيجها الشعري في شعريات الآخر. سيما وأن الشاعر اشتغل بقوّة على الطبيعة ودورها البلوّري في بناء تصوّر جديد للعالم. كما عمل الشاعر على استحضار عدد من الأساطير الشعرية القديمة داخل قصيدته كنوعٍ من الاحتفاء الأدبي الذي يجعله يُدين الواقع بمختلف تحولاته. ولم يفت حسن نجمي التنويه إلى أنّ الشاعر، يُعتبر سليل القصيدة الإيطالية المُفعمة بالحبّ والحياة. كما أشار المتدخّل إلى صداقة الشاعر بالشعرية العربية في أبهى صُوَرها، خاصّة مع الشاعر أدونيس الذي سبق أنْ كتب عام 2013 نصّاً شعرياً عن جوسيبي كونتي وإمكاناته التخييلية في بناء شعرية مغايرة أكثر تعلّقاً بالطبيعة وأحوالها.
أما مدير مؤسسة بيت الشعر الشاعر مراد القادري، فإنّه توقّف بإسهاب عند أهمية الجائزة، باعتبارها أصعب الجوائز التي قد يحصل عليها الشاعر وذلك بشهادة كبار الشعراء في العالم. والحقيقة أنّ هذه الجائزة باتت تُمثّل أحد أكبر المواعيد الثقافية بهجة بالمغرب، بحكم ريادتها ودقّتها في اختيار أهم الأسماء الشعريّة البارزة التي ساهمت بناء وعي جديد تجاه القصيدة المعاصرة. وقد أشار رئيس بيت الشعر إلى المكانة الشعرية التي تتنزّلها قصيدة كونتي في العالم، وكيف استطاعت منذ سبعينيات القرن العشرين التأثير في الشعرية العربية وفتحها على منافذ جمالية جديدة أكثر وعياً بتحوّلات القصيدة المعاصرة.