ويهدف هذا المهرجان الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ما بين 6 و8 دجنبر الجاري، إلى صون وتثمين القصيدة البدوية الحسانية عبر التوثيق والجرد، وإحياء تقاليد وأجواء نظم القصيدة البدوية الحسانية المغربية، وإتاحة الفرصة للجمهور للمشاركة الحية في أجواء فعاليات المهرجان.
وفي هذا السياق، قال سيدي احمود الفيلالي، المدير الجهوي للثقافة بالعيون، إن هذه الفعاليات تهدف الأساس إلى تثمين الثقافة الحسانية كرافد من روافد الثقافة المغربية المتنوعة وترسيخا لها وتطبيقا للتعليمات الملكية الرامية إلى الحفاظ على ثقافة ومكانة القيم الحسانية من خلال هكذا فعاليات التي تتجسد في الكلام المقفى والشعر والفنون جميعا.
وفي تصريحات متفرقة لـLe360، أكد بعض الشعراء المشاركين في هذه النسخة أن الشعر يعتبر ديوان الثقافة الحسانية كحاضن للبداوة بحيث لا يمكن أن تخلو أي جلسة منه باعتباره موجها وحكمة وحكما ومهندسا للمتخيل بها ورمزا من رموز السلطة المعنوية والمادية التي تصاحب الفرسان الحسانيين قديما في حلهم وترحالهم.
وتحدث بعضهم عن تلاقح الفنون جميعا في جلسات الشعر، مشيرا إلى الموسيقى التي كانت تصاحب حينها إلقاء الشعر والتي لا تخلو هي الأخرى من بحور الموسيقى التي تتدرج بطريقة محكمة وتسلسل معقد ومتتال لا يقبل القفز من مستوى لآخر أومن بحر لآخر تحت أي طائل بما في ذلك الأغراض الشعرية والصور البلاغية التي تستقي قوتها من البلاغة في الأدب العربي باعتبار قرب اللهجة الحسانية من اللغة العربية الأم.
يشار إلى أن يوميات هذا المهرجان عرفت مساء الجمعة وستعرف في ما تبقى من عمر المهرجان تكريم الكثير من الشعراء الحسانيين بمن فيهم من رحلوا إلى دار البقاء الذين ناضلوا بشعرهم دفاعا عن القضية الوطنية الأولى وجعلوا من الشعر سلاحهم الناعم، مساهمين بذلك في صون وتثمين الثقافة الحسانية المغربية الأصيلة، إضافة إلى جلسات تنافسية للشعر الحساني لفائدة الشباب تشجيعا من إدارة المهرجان للناشئة حاملة المشعل في هذا المضمار.