حضر اللقاء إلى جانب إدارة المهرجان عدد كبير من الممثلين والكتاب والمخرجين الذين ساهموا في إغناء اللقاء من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلّق بالسينما المستقلة ومعناها وأهم الشركاء الذين سيساهمون في إنجاح هذه الدورة الجديدة المُنظمة بين 2 و7 يونيو 2023.
وفي كلمته الافتتاحية اعتبر مدير مهرجان السينما المستقلة الناقد السينمائي حمادي كيروم بأنّ تأسيس مهرجان حول السينما المستقلة معناه أنّه ضدّ الميديا، إذْ رغم أنّ هذه الأخيرة خدمت السينما خلال فترة كوفيد 19، تبقى الصالات المكان الأهم للسينما، حيث للفُرجة سحرها وأبهتها. ورأى صاحب « الاقتباس من المحكي الروائي إلى المحكي الفيلمي » بأنّ المهرجان تُحرّكه روح شبابية على أساس أنّ هذه الفئة تسعى جاهدة إلى البحث عن سينما مغايرة.
هنا يستحضر كيروم أهمية غودار في فهم السينما التي نبحث عنها جميعاً والمُتمركزة أساساً حول مفهوم « النظر » الذي يُشكّل مدخلاً حقيقياً للعمل السينمائي. واستطرد كيروم في الحديث عن الإمكانات التي تحبل بها مدينة مثل الدارالبيضاء والتي تُساهم مركباتها المختلفة وصالاتها المتنوّعة في تغذية وجدان المهرجان مع ضرورة الحرص أنْ يكون شبابياً ومرحاً في يومياته وقادراً على تقديم فرجة سينمائية تستحقّ المُشاهدة والتفكير.
ولم يفت مدير المهرجان الإشارة إلى أنّ مهرجان السينما المستقلة ليس موسماً شعبياً، بل مختبر للتفكير في مفهوم الصورة السينمائية وطبيعتها وأنواعها والأساس الفنّي الذي تُشيّد عليه. فالمهرجان يدعو إلى السفر في مجهول الصورة وما تختزنه من إشكالات وقضايا. وبالتالي، فإنّ الأفلام المختارة تُمثّل أرضية حقيقية للنقاش في وضع السينما اليوم. فمُدير المهرجان لا يُراهن من جهته على الكم، لأنّ الأهمّ بالنسبة له هو التوفّر على الأفلام وعرضها ومُناقشتها مع الضيوف من كتاب ومخرجين وصحافيين وممثلية وعشاق الفن السابع عموماً.
من جهتها أكدت الكاتبة غيثة الخياط والفنّان لحسن زينون بأنّ مدينة الدارالبيضاء تستحقّ مهرجاناً سينمائياً كبيراً يُعرّف بالإنتاج السينمائي الوطني، بعد الطفرة الكمية التي عرفها في السنوات الأخيرة الإنتاج السينمائي المغربي، يجعلنا نُفكّر في مثل هذه المهرجانات السينمائية، خاصّة داخل مدينة الدارالبيضاء التي تعطي حيوية للمدينة داخل محيطها السوسيو ثقافي، وتجعل المتن السينمائي المغربي يبرز إلى السطح بكلّ ما يحمله من قفزات وتحوّلات.
وختم كيروم حديثه بأنّ تزامن المهرجان مع مهرجاناتٍ سينمائيةٍ أخرى، لن يُؤثّر على مهرجان السينما المستقلّة، لأنّ هذا النوع السينمائي له عشاقه، لكون الأفلام التي ستُعرض تُعتبر مادّة للتفكير والحلم، بما تطرحه من قضايا مركزية تتّصل بعالمنا المعاصر.