تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يحفر مجراه عميقاً في تاريخ المغرب الحديث، إذْ يسلط الضوء على مجموعة من الأسباب التي تجعل مفهوم النخبة تتراجع في مغرب القرن التاسع عشر، أمام الزخم من التحولات المعرفية والسياسية والاجتماعية التي عرفها هذا القرن، دون غيره من القرون الأخرى. من هنا، تبرز قيمة مثل هذه المؤلفات التي تعيد الاعتبار للتاريخ المغربي وتعمل جاهدة على محاولة بناء سردية تاريخية تعود إلى الماضي لتنقّب عن السبب الكامن وراء تراجع دور النخبة المثقفة التي طالما شكّلت أفقاً تحديثياً بالنسبة للمغرب.
يقول الباحث: «إن ما كان يجري داخل المجتمع، إن على المستوى التجاري والاقتصادي أو على المستوى الفكري والثقافي، له دوره كذلك في تحديد نوعية السياسات المتبعة، وتكريس الرأي الراجح كما تبلوره النخبة اللصيقة بالحكم وتدافع عنه داخل دواليب المخزن وفي حضة السلطان إن كان لها حظ في ذلك».




