يشارك في هذه الندوة مجموعة من المخرجين مثل محمد عبد الرحمان التازي وأحمد المعنوني وسعد الشرايبي وزكية الطاهري ونور الدين لخماري وعلي الصافي ومريم عدو وعلاء الدين الجم وكمال لزرق. وهي أجيال سينمائية مختلفة لها منطلقاتها الفنية ومرجعياتها الجمالية التي استطاعت عبرها أنْ تفرض مشروعها السينمائي، بعيداً عن التدوير السينمائي الذي أصبح يطبع السينما المغربية ويحكم عليها بالكثير من الوهن والضعف. تأتي قيمة هذه الندوة في كونها تُعيد الاعتبار للحوار السينمائي بين الأجيال وتجعل منه أفقاً لبناء مشاريع سينمائية مشتركة بين الأجيال على اختلاف مشاربها وتكويناتها ومرجعياتها. وتسعى هذه على تحقيق تواصل سينمائي فعّال بين الأجيال، لكونه يساهم في تنشيط الحياة السينمائية بجعل قضاياها وإشكالاتها تُطرح على الطاولة لتُناقش وتحلّل.
اختيار هذه الأسماء نابع من المكانة التي أصبحت تتنزّلها في المغرب السينمائي وقدرتها على خلق أفق سينمائي مغاير ينطلق من البيئة المغربية ويتوغّل أكثر في مساحات مغايرة من التخييل البصري. بيد أن هذه الأسماء لم تحقق شهرة سينمائية في المغرب فقط، وإنّما اجتاحت بصورها ومشاهدها وجدان المشاهد الأجنبي وحصلت على جوائز سينمائية كبيرة في أكبر المهرجانات الدولية. تقدم الندوة مساراً سينمائياً يتقاطع فيه الجديد بالقديم والتقليدي وبالحداثي لكنه يكوّن خطاباً سينمائياً يستحق اليوم التفكير والتأمل، بحكم التحولات التي بدأ تطبع السينما المغربية في السنوات الأخيرة.



