في أكادير، وبعد اثنتي عشرة سنة على ترسيم الأمازيغية لغة رسمية للمغرب والمغاربة، وبعد اثنين وعشرين سنة من إعادة الاعتبار للأمازيغية لغة وثقافة من قبل أعلى سلطة في البلاد، لازال البعض يفكر بعقلية السبعينيات والثمانينيات، وهو ما يجعله وهو يفكر في تسمية شوارعها ومرافقها إلا في كل ما يحيل على العروبة، فسمى غابة حضرية ستحدث بتالبرجت « غابة الذاكرة ».
إن رمزية تالبرجت، وذاكرة تالبرجت، وخصوصية أكادير وتالبرجت والمحيط، تقتضي أن يتحلى من يختارون الأسماء ببعض التعقل وهم ينتقونها، فهل « غابة الذاكرة » يحترم خصوصيات ورمزية وتاريخ المكان الذي ارتبط بالأمازيغ والأمازيغية منذ الأزل؟
وهل « غابة الذاكرة » تحيل على أي من خصوصيات المكان والأرض؟
ولماذا لم تسم الغابة بكل بساطة [غابة تالبرجت] تَاكَانْتْ نْ تالبرجت ⵜⴰⴳⴰⵏⵜ ⵏ ⵜⴰⵍⴱⵕⵊⵜ وهو الاسم الذي تتوافر له كل شروط النجاح والسريان على الألسن، فهو اسم مألوف لدى ساكنة المنطقة وكل المناطق باللغة الأمازيغية، فهم من عادتهم توظيف كلمة تاكانت في صياغة أسماء الأعلام لمناطقهم، وهو متناسق تماما مع خصوصيات المنطقة ومميزاتها الثقافية والتاريخية، وهو مناسب لخطاب المرحلة الذي يتضمن في صلبه الأمازيغية.
إن مواصلة مسخ الهوية البصرية للمدن والمناطق المغربية، والذي يبدو جليا من مواصلة إطلاق أسماء غريبة على أزقة وشوارع ومؤسسات هذه الأرض، يبرز بشكل جلي أن هناك نية مبيّتة لدى البعض في مواصلة تعريب الشجر والحجر والبشر.