أمكرود يكتب: رسالة إلى بعض أبناء النخبة الأمازيغية.. أليس بينكم رجل رشيد؟

الطيب أمكرود / أديب وباحث

الطيب أمكرود / أديب وباحث . DR

في 21/01/2025 على الساعة 20:38

مقال رأيمما يؤسف له أن بعض أبناء النخبة الأمازيغية، المثقفون، ينظرون إلى تراثهم اللامادي، نظرة ازدراء ودونية واحتقار، تماما كما كان ينظر أبناء النخبة خلال سنوات الرصاص الثقافية للغتهم وثقافتهم وهويتهم وتاريخهم...

أحواش في نظر هؤلاء وضيع ولا يليق باهتمامهم، وفن الروايس ينتمي للأسفل ولا يستحق أن يترافع عنه أو يحتفى به، والشعر الموزون يثبط مسيرة الأمازيغية، والمقام الخماسي لا يليق بالحداثة والعولمة...

فصنعوا لأنفسهم عالما ضيقا له شعره تاترارت وموسيقاه تالݣيطارت وقصته توسيمت...، وعزلوا أنفسهم، كما كان يفعل من حاربوا الأمازيغية، في صالونات ضيقة لا ترتادها إلا أسماء معدودة على رؤوس الأصابع، بعيدا عن مجتمع عض على الأمازيغية بالنواجد في صلبه الروايس وإنضامن وجداتنا اللواتي حافظن على كل تراثنا المادي...بعيدا عما يفتعل داخل المجتمع ومنه وفي صلبه قضاياه الثقافية الحقيقية.

فباسم الحداثة يهمش هؤلاء الأصالة، ولن تجدهم يهتمون للفاعلين الحقيقيين في الثقافة الأمازيغية، من ساهموا مجتمعيا في المحافظة عليها وعلى رأسهم الفنانون.

ومن اللافتة للنظر أن هذه الظاهرة الخطيرة لا وجود لها إلا في مناطق الجنوب الناطقة بتشلحيت، وخصوصا أݣادير، حيث تنغلق النخبة على فئة أسهمت بالكثير في غنى وثراء والمحافظة على الثقافة الأمازيغية أي الروايس وخير مثال ملك الرباب لحسن بلمودن.

لم يسبق لأي منظمة من منظمات النخبة أن التفتت للرجل، لم يحظ ولو بالتفاتة منهم، رغم ما قدمه طيلة خمسة عقود من الابداع كمهندس رئيسي لكل الأعمال الغنائية الناجحة في هذه المناطق، ففي الكواليس هو الشاعر والملحن والموزع والعازف على كل الآلات وضابط الإيقاع، وفي العلن هو قائد الفرق الموسيقية بلا منازع ومبدع أغلب المقامات الموسيقية على الرباب منذ السبعينيات.

يا أبناء النخبة،

ألا يستحق بلمودن وكل عمالقة تيرويسا إلا ما لحق بهم من التهميش والصمت والألم وقصر ذات اليد وأنتم صامتون أو متجاهلون؟

ألا يستحق بلمودن وغير بلمودن مثير معاشا يقيهم شر مطاردة الخبز اليومي وهم في أرذل العمر؟

ألا يستحق بلمودن تكريما، تقديرا، وضعا يليق به كمبدع ومجدد؟

التفتوا لمن بقي حيا من رموزكم، مبدعيكم، فنانيكم الحقيقيين قبل فوات الأوان، فموت العظيم بلمودن في صمت يسائلنا جميعا ويسائل المعنيين بالشأن الثقافي هنا والآن.

ربما من سوء حظ بلمودن وكل من هم على شاكلته أن لا أحد يأبه لتضحياتهم.

تحرير من طرف الطيب أمكرود / أديب وباحث
في 21/01/2025 على الساعة 20:38