يأتي هذا الاختيار، انطلاقاً من الإمكانات التي يحبل بها الفيلم وقدرته على تصوير الواقع، انطلاقاً مما يقترحه من صور مشاهد تستمد ملامحها وجمالياتها من الواقع المعاش، وعياً من اللجنة بقيمة الأفلام التي تنتجها التوزاني ومكانتها داخل سينما مغربية بدأت تخرج من التقليد وتحاول أنْ تبني لنفسها أفقاً بصرياً مغايراً داخل المهرجانات السينمائية العالمية. ورغم النقد الذي وجّه للجنة على خلفية اختيار التوزاني، فإنّ المخرجة استطاعت بفيلمها السابق «القفطان الأزرق» أنْ تعطي إشعاعاً للمغرب في أكثر المهرجانات العالمية. كما أنّ الفيلم نفسه يتوفر على العديد من الشروط الجمالية التي تجعله من الأفلام الهامة التي تخترق مكبوث المجتمع المغربي وتحاول بناء مشروع سينمائي يتجاوز الطابع الترفيه الذي بدأ في الآونة الأخيرة يُخيّم على السينما المغربية.
تكونت اللجنة من طارق خلامي وزكية الطاهري وسلمى بركاش ومريم لي أبونوم ومحمد العلوي وأحمد حسني والمخرج عادل فاضيلي، حيث أقرّت اللجنة بأهمية الفيلم وقدرته على الدخول غمار المنافسة مع كبار المخرجين في العالم ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي. فقد سبق للمخرجة مريم التوزاني تمثي المغرب في أكبر المهرجانات والمحافل الدولية، بل إنها استطعات عبر فيلم «القفطان الأزرق» أنْ تثير نقاشاً سينمائياً حاداً، بحكم الموضوعات التي تشتغل عليها المخرجة وتحاول عبرها اجتراح أفق للتفكر.




