جدير بالذكر، أنّ صاحب « قال لي ومضى » يُعدّ من الأصوات القصصية الهامّة التي يحبل بها المشهد القصصي المغربي، وإنْ كانت تجربته مشرعة دوماً على نوع من التجريب الأدبي، مُكسّراً حدود الكتابة، مُنفتحاً على أجناس أدبيّة مُتنوّعة مثل القصّة القصيرة جداً والرواية وأدب الأطفال. فهذا التنوّع الذي يعيشه صاحب « جامع القصاصات » يعود أصلاً إلى التعدّد الذي يعيشه الغرباوي في ذاته تجاه فعل الكتابة وقُدرته على تطويع ذائقته الجماليّة وفق مُستويات مُختلفة من التعبير الفنّي.
ولم تتوقّف تجربة الغرباوي عند الإبداع، بل قاده شغفه بالقراءة وحبّ الكتابة في العمل كأستاذ والانخراط في الفعل الثقافي اليومي، بعدما انتخب عضواً في مكتب فرع الدارالبيضاء لاتحاد كتاب المغرب ثمّ رئيساً له أيضاً.
وعلى خلفية تكريم الكاتب والاحتفاء بتجربته الأدبيّة الضاربة في مسار الأدب المغربي، اختارت جمعية أجيال الأحباس للتنمية الاجتماعية والثقافيّة ضرورة أنْ يُساهم في الحفل مجموعة من الكُتّاب مثل الناقد المسرحي محمّد فراح والشاعر محمّد عرش والكاتب حسني مبارك والكاتب عبد العزيز أمزيان، من أجل تسليط الضوء على تجربته وتعزيزها بشهادات وقراءات نقديّة تُساهم في تثمين منجزه القصصي وإضاءة المُعتّم والغابر فيه وإبراز ما ينضح به من خصائص فنّية وصنعة جماليّة.