كتاب جديد يضع الكتابة الأدبية أمام التجريب السينمائي

السينما "صورة تعبيرية"

العلاقة بين الأدب والسينما

في 23/09/2025 على الساعة 07:30

أصدر الباحث محمد فاتي كتابه الجديد « بين الأدب والسينما: من مالك الحزين إلى الكيت كات » ضمن منشورات دار توبقال في 210 صفحة من الحكم المتوسط. وهو عبارة عن دراسة نقدية ترصد التواشج الجمالي بين الكتابة الأدبية والتخييل السينمائي.

تأتي قيمة هذه الدراسة في كونها تعيد الاعتبار للعلاقة بين الأدب والسينما، أمام الغياب المهول الذي أصبح يطبع هذه العلاقة، إذْ لا نعثر على دراسة كثيرة حول علاقة الأدب بالسينما، على أساس أنّ هذه العلاقة أصبحت تتخذ أشكالا مختلفة، بحكم التحول الذي أصبح يعرفه المجال السينمائي والذي بإمكانه أنْ يعطي للروايات المغربية ذيوعاً كبيراً ويفتح لها آفاقاً رحبة على مستوى التفاعل مع عنصر الصورة السينمائية. يقول الباحث « اقتبست السينما منذ ظهورها كثيرا من الأعمال الأدبية، خصوصا منها الرواية، فما أكثر الأعمال الأدبية التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، مع قدر من الأمانة قد يزيد أو ينقص، أو عن طريق الاقتباس الحر ».

ويعد فيلم « الكيت كات » نموذجا متميزا « في مجال كانت السينما المصرية تعانيه، ألا وهو ترجمة العمل الأدبي إلى رؤية سينمائية. فقد أخرجه داود عبد السيد من وحي رواية « مالك الحزين » للروائي إبراهيم أصلان، واستطاع أن يصنع فيلما رائعا عن عمل أدبي ناضج ومحكم، دون تفريغه من محتواه، كما نجح عبد السيد في أن يتمثل الرواية ويعيد صياغتها، بعد أن أعطى لنفسه الحق كفنان صاحب رؤية في التعديل والحذف والإضافة والدمج والتحوير. فالفيلم والرواية يتعرضان لعالم « الكيت كات » والشخوصه وشكل الحياة اليومية الممتدة منذ عمق التاريخ، للمكان الذي يتعرض للبيع والتفكك، للقيم الاجتماعية المتغيرة نتيجة سياسة الانفتاح الاقتصادي في مصر.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 23/09/2025 على الساعة 07:30