ربورتاج: أكادير تحتفي باليوم العالمي لشجرة الأركان

أكادير تحتفي باليوم العالمي لشجرة الأركان

في 12/05/2025 على الساعة 11:00

فيديواحتفلت مدينة أكادير على غرار باقي مناطق المغرب باليوم العالمي لشجرة الأركان المصادف لـ10 ماي من كل سنة، المبادرة التي أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2021 (القرار رقم A/RES/75/262).

وفي هذا الإطار شهدت مناطق سوس احتفالية واسعة تحت شعار «شجرة الأركان، رافعة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية»، تكريماً لهذا الموروث الطبيعي والثقافي المغربي الذي أدرجته منظمة اليونسكو كمحيط حيوي وكتراث ثقافي لا مادي للإنسانية.

وتندرج هذه الاحتفالات في إطار كل من استراتيجية «الجيل الأخضر 2020-2030» واستراتيجية «غابات المغرب 2030»، اللتين أُطلِقتا سنة 2020 تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس، والذي دعا حينها إلى « تعزيز المكاسب المحققة في الميدان الفلاحي، وخلق المزيد من فرص الشغل والدخل، وخاصة لفائدة الشباب القروي ».

وتلتقي هاتان الاستراتيجيتان حول برنامج طموح لتطوير الأركان الفلاحي يستهدف تهيئة وزراعة 10 آلاف هكتار من هذه الشجرة في أقاليم سوس-ماسة، مراكش-آسفي وگلميم-وادي نون.

وفي هذا الصدد، أكدت لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أن « شجرة الأركان ليست مجرد شجرة بل هي حصن حي في مواجهة التقلبات المناخية، وأن حماية هذه المنظومة البيئية الفريدة والمتفردة لا تُحافظ فقط على التنوع البيولوجي الاستثنائي بل تعزز أيضاً سبل عيش المجتمعات المحلية وخاصة النساء القرويات حارسات هذا التراث العريق.

احتفالية غنية ومتنوعة

وتميزت الدورة الخامسة من اليوم العالمي لشجرة الأركان، ببرنامج حافل على مستوى أقاليم محمية المحيط الحيوي لشجرة الأركان، بهدف تثمين الأوجه المتعددة لهذه الشجرة، ضمنها النشاط الهام الذي استضافه الفضاء المتعدد الوظائف بمجمع زفير بأكادير، نهاية الأسبوع، من تنظيم الوكالة والمعهد الوطني للبحث الزراعي خصص لعرض نتائج البحث العلمي المنجز في إطار برنامج تنمية غرس الأركان الفلاحي في المناطق الهشة والممول بشراكة مع الصندوق الأخضر للمناخ ووكالة التنمية الفلاحية.

وجرى خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على التقدم المحرز خاصة في مجالات المسار التقني لغرس الأركان الفلاحي وتقوية قدرة عزل الكربون بواسطة شجرة الأركان وكذا آليات مراقبة التنوع البيولوجي.

وفي ذات السياق، ستحتضن الكلية المتعددة التخصصات بتارودانت، اليوم الإثنين 12 ماي 2025، لقاءً علمياً ثانياً يرتكز على التفاعلات بين شجرة الأركان والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، وسيختتم بتتويج الفائزين بجوائز كرسي الإيسيسكو للدكتوراه بمشاركة الباحثين وصنّاع القرار والفاعلين المحليين لبحث حلول مبتكرة أمام التحديات المناخية الراهنة.

وفي إطار البرنامج التربوي، نظمت مسابقات فنية (رسم، مسرح، شعر) وورشات توعوية بالمؤسسات التعليمية الواقعة في مجال محمية المحيط الحيوي لشجرة الأركان بشراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية، وذلك بهدف تعزيز الوعي البيئي والتراثي لدى التلاميذ.

وتشهد مدن أكادير والصويرة وتارودانت عمليات تشجير بمشاركة تلاميذ وأساتذة وجمعيات بيئية، كتعبير رمزي عن التزام الأجيال الصاعدة بإعادة التشجير وحماية هذا الإرث الطبيعي، كما ينتظر أن تحتضن شوارع أكادير يوم 25 ماي 2025، فعاليات نصف ماراثون الأركان، والذي تنظمه جماعة أكادير وجمعية الرياضة من أجل التنمية، حيث سيجمع بين الرياضة والالتزام البيئي بمشاركة مواطنين ورياضيين في دينامية تشاركية هدفها صون شجرة الأركان.

التزام مستدام ومتجذر

وفي إطار تقوية قدرات المرأة في مجالات ريادة الأعمال وتعزيز التمكين الاقتصادي والقيادة النسائية، سيتم تنظيم طوال شهر ماي 2025، ورشات تكوينية متنوعة موجهة لنساء التعاونيات وأعضاء جمعيات ذوي الحقوق، وتشمل مواضيع مثل: تقنيات زراعة الأركان، التكيف مع التغيرات المناخية، التدبير التشاركي للموارد، ريادة الأعمال النسائية، القيادة المجتمعية، والتدبير المستدام للغابات.

كما ترتكز هذه التعبئة بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان على الانخراط الفعّال للمهنيين في القطاع، أعضاء الفدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان (FIFARGANE) الذين يسهمون في هيكلة القطاع والنهوض به على الصعيدين الوطني والدولي.

ومن خلال هذه المقاربة التشاركية بين المؤسسات العمومية والفاعلين الميدانيين والهيئات المهنية، يؤكد المغرب على رؤيته الاستباقية في مجال التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، فالمحيط الحيوي لشجرة الأركان الممتد على مساحة تفوق 830 ألف هكتار تظل في صلب السياسات العمومية الهادفة إلى التوفيق بين حماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والإنصاف الاجتماعي.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 12/05/2025 على الساعة 11:00