يُعدّ عبد الله ساعف واحداً من الأسماء الثقافيّة الكبيرة التي يحبل بها المغرب. ذلك إنّ قيمته تبقى كبيرة بالنسبة للساحة الثقافية والتي عمل منذ سنوات على تزويدها بعشرات الكتب الهامّة ذات الصلة بالأدب والفكر. ويعتبر صاحب « كتابات ماركسية حول المغرب » من الوجوه الثقافية النيّرة التي حرصت في مسارها العلمي على المزاوجة بين الأدب والفكر، بما جعله ينتج خطاباً فكرياً أصيلاً يقارب العديد من القضايا التي تتّصل بالمغرب. فهو من الأسماء الثقافيّة التي حرصت على التوغّل في الواقع وتفكيك بناه وأنساقه والكشف عن أهم القضايا التي تعترض سير وتقدّم هذا الواقع. فجاءت كتاباته ثقافية، لكنْ بنبرةٍ سياسية قوية عالمة لا تقف عن حدود السياسة وخطابها، بقدر ما تُوسّع أفق الفهم والبحث لها عن أساس معرفي يُفيد الناس ويدفعهم إلى التفكير في هذه القضايا على أساس علمي، بعيداً عن سطحية السياسية وأوهامها.
يشارك في هذا اللقاء مجموعة من النقاد مثل عبد الرحمان طنكول وحسن نجمي ومنير السرحاني وعبد الفتاح الزين، بحيث سيعمل كل ناقد على تأمّل مسار الرواية وفهم ملامحها وقضاياها وتشابكاتها ومسالكها التخييلية. وقد جاء هذا الاهتمام بالرواية، بحكم ما يُوفّره هذا الجنس الأدبي من قُدرةٍ على التفكير وإمكانات مذهلة لتخييل الوقائع والبحث لها عن مرتكز حقيقي للتخييل. والحق أنّ الرواية حين يكتبها مثقف في حجم ساعف، فإنّها تكون كتابة حقيقية وذات أصالة تعطي للقارئ متعة تُمتزج فيها قوة المعرفة بلذّة التخييل.