وعاشت ساحة باب المكينة، التي تعد من أبرز المعالم التاريخية بالعاصمة العلمية، أجواء روحانية ساحرة مع العرض الافتتاحي الذي أحياه الفنان الألباني إنريس كينامي، تلاه حفل للحضرة الصوفية بمشاركة المنشد نور الدين الطاهري والفنانة نهيلة القلعي، وفرق كورو بينيانا من المغرب وإسبانيا، في توليفة موسيقية جمعت بين الإنشاد المغربي والنفَس الأندلسي الأوروبي.
وأكد فوزي الصقلي، مدير المهرجان، في تصريح لـLe360، أن دورة هذا العام «تغوص بالجمهور في ترجمة روحية فريدة من نوعها، تمزج بين الجمال والإبداع والبحث عن المعنى»، مبرزا أن مدينة فاس، باحتفاظها على طابعها الروحي العميق وأسوارها العتيقة وزواياها ومساجدها، تتيح لكل من يزورها تجربة إنسانية مفعمة بالسكينة والتأمل والانفتاح على القيم الكونية التي يجسدها التصوف المغربي.
وأوضح الصقلي أن اختيار شعار «شعرية العيش» يعكس الرغبة في جعل الفنون وسيلة لإعادة الجمال إلى صميم الحياة الإنسانية، مؤكدا أن المهرجان أصبح عبر دوراته المتعاقبة منارة ثقافية وروحية عالمية تُجسّد قيم الحوار والسلام والتنوع.
ويمتد برنامج هذه الدورة إلى 25 أكتوبر الجاري، ويتضمن عروضا موسيقية صوفية من المغرب والعالم، وندوات فكرية وأمسيات شعرية تتناول قضايا العصر من زاوية التصوف، كالسلام الداخلي والبيئة والتعايش بين الثقافات.
وينتظر أن تعرف هذه الدورة إقبالا واسعا من عشاق الموسيقى الروحية من داخل المغرب وخارجه، لما تحمله من رحلة فنية وإنسانية تغوص في عمق التراث الصوفي، وتُعيد لفاس بريقها كعاصمة للروح والفكر والفن.




