وحسب توطئة الكتاب، «يأتي في 384 صفحة من الحجم المتوسط، ليقارب تجارب سيميائية مغاربية، إذ يمتد عبر مدخل نظري وثلاثة فصول وخاتمة عامة. يخصص الكتاب في البداية لفرش نظري مقتضب يروم النبش في إرهاصات تشكل سيميائية غريماس منذ بروب ومرورا بمحطات شتراوس وسوريو إلى تبلور النظرية في حد ذاتها على يد ألجيرداس جوليان غريماس وتلامذته في مدرس باريس الذين طوروها لاحقا».
ففي الفصل الأول، « يتناول الباحث تجربتين بارزتين وناضجتين من المغرب لكل من سعيد بنكراد وعبد المجيد النوسي من زاوية ميتا نقدية خالصة، حيث يقف صاحب الكتاب على أهم اشتغالات كل واحد منهما عبر محاورة مشروعيبهما في بعض الكتب التي طبقا فيها النظرية. بينما يخصص الفصل الثاني لتجربة سيميائية سردية من الجزائر تهم اشتغالات رشيد بنمالك وكيفية أجرأته لنظرية غريماس في «كليلة ودمنة» وقصة «عائشة» لأحمد رضا حوحو ورواية «الصحن» للكاتبة الأردنية سميحة خريص».
وأما الفصل الثالث، فقد جاء «لمقاربة تجربة الباحث التونسي محمد الناصر العجيمي السيميائية من خلال محاورة مشروعه التطبيقي والإجرائي لنظرية غريماس في «كليلة ودمنة»، وفحص كيفية تعريبه/ترجمته لهذه النظرية وتطبيقها على نص سردي ينتمي إلى التراث العربي».
هذا الكتاب بمثابة دراسة نقدية تنضاف إلى الخزانة السيميائية العربية التي تعرف نوعا من التباين في التأليف والاشتغال بين الجانبين النظري والتطبيقي.