تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يُعيد طرح موضوع الأمازيغية بكل ما تمثله من لغة وثقافة وفنّ وتاريخ وحضارة، على أساس أنّها تُعدّ مكوّناً من مكونات الهوية المغربية في بعدها المركّب. إذْ يتيح الكتاب إمكانية طرح مزيد من الأسئلة المعلّقة حول تاريخ الأمازيغية وما تمثله بالنسبة للمغاربة، مع رصد مختلف أشكال التهميش وتجلّيات مظاهر الاعتراف بالمكوّن الأمازيغي، سياسية وثقافة واجتماعاً. ونظراً للقيمة المعرفية التي يكتسيها موضوع الأمازيغية، فقد آثر المؤلف أنْ يكون كتابه يمزج بين الرأسمال المعرفي الذي يقوم على آلية أركيوولوجية في ذاكرة الأمازيعية وبين المعطى الواقعي المتمثل في تعامل المؤسسات مع الأمازيغية.
حرص الباحث أن يكون كتابه عبارة عن دراسة علمية تطرح الأسئلة أكثر مما تتطمح إلى العثور على الأجوبة، وذلك بحكم أنّ الموضوع يعد من من الموضوعات التي ما تزال تخلق جدلاً في المغرب، إذْ رغم الندوات العلمية واللقاءت الثقافية التي أقيمة حول الأمازيغية منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين، ما يزال الموضوع يحتفظ بقيمته وراهنيته في المشهد الثقافي المغربي.
