تأتي قيمة هذه المحاضرة، في كون الذي يلقيها، يُعدّ في طليعة النقاد المغاربة الذين راكموا مساراً نقدياً مغايراً داخل الثقافة المغربية. إذْ يحظى يقطين بقيمة كبيرة، انطلاقاً من المؤلفات التي قدّمها في مجال النقد الأدبي والتي تتميّز بخصوصيتها المعرفية الأصيلة، حيث تمتح أفكارها ومفاهيمها من المناهج الأدبيّة المعاصرة بكل ما تتميّز به من أفق مغاير ومنظور مختلف في تفكيك العمل الأدبي. إذْ يجد القارئ لأعمال يقطين نفسه أمام كتابة مختلة تهجس بالتجريب النقدي، فهو يحوّل العملية النقدية إلى مختبر للتفكير في تجديد صنعة النقد ووضعها ضمن سياقات علمية جديدة بها يضمن فعل الكتابة سيرورته واستمراريته في البحث عن نقد أدبي عالم.
تقدم مثل هذه اللقاءات الأكاديمية إمكانات علمية لا متناهية للطبلة والباحثين، إذْ تزوّدهم بنماذج نقدية ناجحة وتجعلهم يستوعبون كيف يمكن أنْ يتشكّل النصّ النقدي وكيف يمكن أنْ يخترق العمل الأدبي ويبني عبره سلسلة من المفاهيم بذل أنْ يقوم بإسقاطها على النصوص الأدبيّة، هي منهجية طالما تفرّد بها يقطين وحاول عبرها تقديم كتابة نقدية مختلفة تهجس بالاختلاف والمغايرة.



