يُراد بالشعر الجديد تلك التجارب الجديدة التي تظهر اليوم على كارطوغرافية المشهد الأدبي المغربي من خلال دواوين شعرية تحاول التنصّل من النسق الشعري القائم والعمل على اجتراح أفق شعري مغاير. والحقيقة أنّ هذا التجديد الذي عرفه الشعر المغربي ابتداء من السبعينيات سيتكرّس أكثر خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وستعرف القصيدة خلال هذه المرحلة انعطافة كبيرة من ناحية رصد متغيّرات القصيدة ومدى قدرتها على رصد الانفتاح من الاهتمام بالمعرفي والإيديولوجي، صوب رصد سيرة الأفراد وتشظي أجسادهم داخل الحياة اليومية. إنّ الاهتمام بالعابر والزائل في بنية القصيدة الجديدة يكاد يكون هوساً بالنسبة للعديد من الشعراء الذين يجدون في هذه الطريقة التعبيرية وسيلة قوية لتغذية وجدانهم والتعبير عن ذواتهم المكلومة وسط واقع معطّل.
وحسب تقديم الناشر، فإنّ الكتاب «يُركّز على الكثير من الجوانب الفنية والثقافية للشعر المغربي المعاصر. وتركز مقاربته على مفهومي الوجود والكينونة وكيفية تجسيدهما في الشعر المغربي الحديث. يحاول الكتاب فهم كيفية تشكيل الشعراء لمفهوم الذات والواقع والمجتمع من خلال لغة الشعر والصورة الشعرية، وكيف يتمثل ذلك في الأنساق والعلامات المتواجدة في قصائدهم باستخدام أسلوب نقدي متأنٍ ومتخصص، يسلط الكراوي الضوء على عدد من الشعراء المغاربة البارزين ويقدم قراءات نقدية لأعمالهم، مما يساعد على فهم عميق للشعر المغربي المعاصر ومكانته في الساحة الأدبية».