الكاتب والباحث مراد الخطيبي يُترجم «نهاران» إلى الإنجليزية

مراد الخطيبي

في 30/09/2025 على الساعة 17:15

عن دار سليكي أخوين للنشر والتوزيع بمدينة طنجة، صدرت هذه الأيام الترجمة الإنجليزية لرواية «نهاران» للكاتبة والباحثة الأكاديمية المقيمة بكندا، الدكتورة لطيفة حليم في 161 صفحة، حيث قام الكاتب والأكاديمي مراد الخطيبي بترجمة هذا العمل الروائي، حتى يجد طريقه صوب قراءات مختلفة.

وتتحدث الرواية عن «المرأة باعتبارها استعارة لقيم الجمال والرقة والرقي. ومن خلال هذه المرأة تتجسد تقنيات وتفاصيل سردية غاية في الإبداع والجمال. وما يثير الانتباه في هذه الرواية هو أنها تتميز بطريقة حكي مبهرة. طريقة سردية تتوزع بين الدقة في مواكبة التفاصيل الصغيرة وبين الانتقال من فضاء أو سياق إلى فضاء أو سياق آخر تعتبر فيه شخوص الرواية المنطلق والمنتهى. كما أنّ السخرية عبارة عن تقنية حاضرة هي الأخرى في الرواية من خلال قصص تحكيها النساء وحوارات لا تنتهي بين نساء تسعى إلى تجاوز الواقع الاجتماعي عبر خلق الابتسامة المدوية من الأعماق وجعلها بالتالي تحلق في الآفاق وترفرف بحرية في السماء».

أما الميزة الثالثة في نظر المترجم وهي الأهم وتتمثل «في كون الرواية رواية نسائية بامتياز. الكاتبة ترجمت بدقة عالم المرأة بكل تفاصيله وقضاياه وأحلامه ومشاكله وأحزانه وأفراحه. الرواية عمل سردي تناول الخصوصية النسائية بطريقة انسيابية ومرنة تمكنت من التوغل داخل نفسية الأنثى وبالتالي رصد أحاسيسها وانفعالاتها بطريقة جيدة».

من ثم فإنّ «المرأة في الرواية ليست واحدة بل هي متعددة. المرأة كما وصفتها الرواية تنتمي إلى عدة مجالات اجتماعية واقتصادية مختلفة. المرأة في الرواية تتميز عن امرأة أخرى انطلاقا من مستواها الثقافي والفكري. كل هذه الاختلافات والتناقضات بين نساء الرواية تم رصدها بطريقة سردية محكمة وبتقنية استطراد عجيبة. لا تعقيد في الانتقال من عالم إلى عالم آخر. فقط الأسلوب السلس هو المتحكم في هذا الانتقال».

الرواية تنصب «ذاتها محاميا ومدافعا شرسا عن المرأة وعن خصوصياتها وعن هويتها وعن كينونتها. المرأة متفوقة وناجحة في الإبداع أيضا. زمن التواري والخوف ولى. هذا يذكرنا طبعا بمرحلة تاريخية معينة عندما كانت النساء المبدعات تتخفى وراء أسماء ذكور أو أسماء مستعارة من أجل نشر نصوصهن الإبداعية. أذكر على سبيل المثال لا الحصر: شارلوت برونتي، إيميلي برونتي وجورج إليوت. بالإضافة إلى المجال الإبداعي التي تتفوق فيه المرأة، فإن المجال الحقوقي حاضر بقوة في الرواية ويذكر بنضالات المرأة من أجل نيل حقوقها ومساواتها مع الرجل وانتقاد بالتالي الهيمنة الذكورية والعقلية البائدة التي لا زالت تعتبر المرأة عنصرا ثانيا خلف الرجل».

ويعتبر الباحث أنّ «الرواية تتوفر على مقومات تقنية مميزة من بينها السرد المحكم وتيار الوعي Stream of consciousness، هذه التقنية التي تميز بشكل عام الكتابة الروائية الحداثية ومنها طبعا كتابات الروائية البريطانية المميزة فرجينيا وولف. الفاعلون الأهم في بنيات الرواية هم نساء تبنين عالمهن السردي بإحكام وتماسك وتوظفن لغة شاعرية مرهفة. النساء في الرواية هن رمز للإبداع، والخصوبة، والنظام، والنضال، السخرية، والأمل والفرح» .

على هذا الأساس، فإنّ «نهاران» تجسيد لقوة السرد في ملامسة الواقع وترجمته ثم تجاوزه من خلال لغة شاعرية وشفافة. لغة لا تدمرها الأحداث مهما عظمت. وتأتي الترجمة الإنجليزية لتمنح للرواية الصادرة باللغة العربية سنة 2012، حياة أخرى ونفسا جديدا، وقراء جدد».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 30/09/2025 على الساعة 17:15