يشارك في الندوة التي يسيرها الباحث عزيز أزغاي كل من حسن نجمي وسعيد بنكراد وحسن بحراوي، حيث سيتحدثون عن ذاكرتهم السينمائية ككتاب ونقاد وأدباء، خاصة وأنّنا لا نعثر داخل المهرجانات السينمائية على أدباء ومثقفين من خارج الحقل السينمائي. هذا الأمر، يجعل الندوة تحظى بقيمتها المعرفية ومكانتها الاعتبارية داخل البرنامج السينمائي. ذلك إنّ وجود هذه الأسماء يعطي للنوسطالجيا قيمتها الجمالية وأسلوبها الحفري في الذات الفردية للتنقيب عن قصص وحكايات وصور وذكريات نابعة من الطفولة حول علاقة الجسد بالفضاء السينمائي. فقد ساهم السياق التاريخي خلال السبعينيات والثمانينيات أنْ تكون السينما بمثابة وسيلة وجودية في حياة الفرد، إذْ كانت المدن الهامشية منها والمركزية تُنظّم العديد من اللقاءات الثقافية التي تعرض من خلالها مجموعة من الأفلام.
إسناد الكلام إلى أدباء وكتاب من خارج السينما، يتبر خطوة سديدة لإضاءة معالم الذاكرة السينمائية والتنقيب فيها عن قيمة هذا الفنّ البصري الذي يساهم دائماً في شحذ وجدان المبدعين ودفعهم إلى التفكير والابداع، سواء عبر كتابة نصوص أدبيّة أو سيناريوهات سينمائية بها يعبر المبدع من الكتابة الأدبية إلى نظيرتها السينمائية، وما يمكن أنْ يُحدثه هذا العبور من ارتجاج في الجسد، يدفع المبدع إلى اجتراح أفق جمالية جديداً بعيداً عن النصّ الأدبي ونظيره النقدي.




