بالصور: مهرجان «أسبوع الجمل» يحتفي بالتراث باعتباره أفقاً لتنمية الأقاليم الصحراوية

في 22/07/2025 على الساعة 15:17

انطلق مساء يوم الاثنين 21 يوليوز 2025 بمدينة كلميم، فعاليات الدورة الـ 12 لمهرجان «أسبوع الجمل» باعتباره أحد أبرز المهرجانات التراثية التي تزخر بها الأقاليم الصحراوية وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية التي تحبل بها المدينة.

وخلال الحفل الرسمي الذي يُنظم تحت شعار « العمق الإفريقي والتعبيرات المشتركة: كانكا نموذجاً » افتتح المهرجان بسلسلة من الأنشطة الثقافية والتراثية ذات الصلة بثقافة الصحراء مثل المعرض التوثيقي الخاص بالتراث الصحراوي منذ مرحلة ما قبل التاريخ إلى اليوم، إذْ تستعيد أعمال المعرض جملة من اللحظات الهامّة التي مرّت منها الأقاليم الجنوبية في سبيل تأكيد رمزيتها الحضارية وهويتها البصرية مثل اللقى الأثرية والحلي والزيوت والأواني النحاسية والأحجار وغيرها من المواد ذات الصلة بالمنطقة وتاريخها.

وقد حرصت «وكالة الجنوب» عبر هذا المعرض أنْ يكون بمثابة أفق بصري يُعرّف الزوار والمشاهدين على قيمة هذا الإرث اللامادي الغني الذي تحبل به الأقاليم الجنوبية، ومحاولة إبراز جمالياته كنوع من الاحتفاء الرمزي بتاريخ المنطقة وتجذّرها في الفضاء والتاريخ.

وإلى جانب المعرض الفني، شهدت المدينة تنظيم «التوريدة» بحضور شخصيات سياسية وأسماء ثقافية، حيث كان الحضور مكثفاً وغنياً لمشاهدة فنّ «التبوريدة» حيث وجد الزوار أنفسهم أمام فرق متعددة تزيد من مكانتها هذه الممارسة الرمزية التي لا ترتبط بالجنوب وإنّما بالمغرب ككل. بهذه الطريقة يتحوّل «المحرك» إلى أشبه بفضاء مسرحي، يعيد نسج علاقة نوسطالجية مع تاريخ البلد وتغدو «السربة» بمثابة مجموعة من المسرحيين وهم يؤدون ببراعة ركوب الخيل والقيام بحركات لها دلالاتها رمزية في تاريخ المغرب.

كما أنّ عمل « السربة » لا يقتصر فقط على ركوب الخيل، وإنّما أيضاً على عملية الحفاظ على الهوية البصرية للحصان من خلال اللباس التقليدي ورحابة الألوان وسروج تُضمر مدى شغف الحرفيين بمجال الصناعة التقليدية وجماليتها في محاولة القبض عن أفق جمالي يعطي للسربة بعداً فنياً يستمد صناعة الجمالية من تاريخ المنطقة.

وإلى جانب تظاهرة «التبوريدة» عرف المهرجان إقامة معرض آخر مرتبط بالصناعة التقليدية الذي يُعرّف بالصناعات التي تحبل بها الأقاليم الجنوبية. على أساس أنّ هذه الصناعات التقليدية المُرتبطة بالحلي والخياطة والطرز وصناعة الزيوت، تلعب دوراً محورياً وأساسياً داخل المنطقة، لأنها تشغل العديد من رجال ونساء الساكنة وتجعلهم يتعاملون مع هذه الحرف على أساس أنّها عمل يومي يقومون به. لذلك فإنّه في ظلّ غياب مشاريع كبرى تنقد الناس من البطالة، تظلّ هذه الحرف التقليدية بمثابة علامة فارقة في تاريخ مدينة كلميم، نظراً للرواج التجاري الذي تُحقّقه نتيجة بيع بعض المنتجات والصناعات اليدوية والألبسة وغيرها.

يقول عبد الواحد التاقي، أحد المنظمين لهذا المعرض في حديثه مع le360أحد المنظمين لهذا المعرض بأنّ المعرض يقدّم مجموعة من «الحرف الخاصة بالصناعة التقليدية ومنتوجاتها. ففي هذه الدورة قُمنها بوضع مجموعة من «الخيام» وفق آلية موضوعاتية حيث تُجسّد الخيام من إبراز الدلالة والموروث الثقافي اللامادي لجهة كلميم واد نون وجهة الصحراء ككل، وذلك نظراً لارتباط كلميم أعراس المدينة بالخيمة. ففي كل خيمة نجد مجموعة من الحرف المتنوّعة ذات بعدٍ تراثي مرتبط بالمملكة المغربية. ويقدم المعرض العديد من المتوجات مثل الزي النسائي الصحراوي والزي الأمازيغي والمصنوعات الجلدية والمنتوجات المجالية مثل الزيوت ومواد التجميل والقفطان والمنتوجات النباتية الخاصة بالحصير القديم وغيره.

يُقدّم «أسبوع الجمل» رؤية حداثة لما ينبغي أن تكون عليه المهرجانات، لا باعتبارها فضاءات للتسلية والترفيه، وإنّما كمطية للتفكير في بناء حدث فني مؤسّس على طوبوغرافية المَشهد التراثي المحلي وذلك لإعطاء الأقاليم الصحراوية شرعيتها الرمزية وقيمتها التاريخية الضاربة في عمق الحضارة الإفريقية. يستند «أسبوع الجمل» على فكرة مفادها أنّ التراث لم يكُن يوماً مرتبطاً بالماضي، بقدر ما هو عبارة عن إرث ثقافي له علاقة بالحاضر.

ذلك إنّ النظرة إلى الماضي لا تكون دائماً ذات قيمة رمزية للبلد لأنها تكون مبنية على أفق ثقافي عادة ما يصطدم بمفهوم النّسيان. في حين أنّ المهرجان يتعامل مع التراث المحلي باعتباره آلية ثقافية تُغدي الأقاليم الصحراوية وتجعل منها أفقاً للتفكير والاشتغال.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 22/07/2025 على الساعة 15:17