الباحثة سارة الأحمر ترصد العجائبي في قصص الأنبياء

مكتبة

في 05/06/2025 على الساعة 08:30

أصدرت الباحثة سارة الأحمر، ضمن منشورات القلم المغربي وبإشراف علمي لمختبر السرديات بالدارالبيضاء كتابها النقدي الجديد بعنوان «العجائبي في قصص الأنبياء».

والكتاب عبارة عن دراسة «تروم الإسهام في فهم جديد للعجائبي في النصوص التراثية الدينية، من خلال توظيف أدوات التحليل الأدبي، وربط البعد العجائبي بالغايات والمقاصد الأدبية والاجتماعية والمعرفية التي تؤطره».

يقع الكتاب في 365 صفحة من الحجم المتوسط، بحيث «يرصد تجليات العجائبي في قصة خلق الكون وقصص الأنبياء: إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، حيث يتقاطع المقدس بالعجائبي، وتتشكل الأحداث في فضاء يتعالى على الزمان والمكان. ويتوزع الكتاب إلى ستة فصول، يبسط كل فصل مظهرا من مظاهر العجائبي مبرزا ما تزخر به كل قصة من رمزية سردية وبنية دلالية وتجليات كونية، ويكشف عن وظائف العجائبي الأدبية والاجتماعية والمعرفية التي تمنح القصص دلالات رمزية ومعان إنسانية تتجاوز حدود السرد».

وحسب الكتاب «لقد منحَ العجائبي قصص الأنبياء فرادتها وتوهجها الدائم، ومنح المتلقي ذلك التردد الذي يلقي بظلاله على ذاته الشغوفة فيمنحه الحيرة والدهشة التي تقلقُ وتمتعُ في آن. وقد جعلت العناصر العجائبية قصص الأنبياء نصوصا حافلة بالثراء والتنوع اللغوي والشكلي والموضوعاتي، لتحتل مكانة رائدة في السرد العربي، استطاعت أن تفرض نفسها على أجيال من القراء ماضيا بعيدا وقريبا، وحاضرا ما يزالُ مستمرا في ذاكرة الإنسانية إلى الأبد».

على هذا الأساس، فإنّ «الشغف المعرفي والرغبة في سبر أغوار هذه العوالم القصصية الماتعة حينا، والمدهشة في أحيان كثيرة، انبثقت فكرة اتخاذ «العجائبي في قصص الأنبياء » موضوعا لهذا البحث، محاولين من خلاله استجلاء مُختلف العناصر العجائبية في كتاب قصص الأنبياء المسمى «عرائس المجالس»، لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الملقب بالثعلبي، منطلقين من إشكالية كبرى نابعة من ثراء وتنوع العناصر العجائبية في قصص الأنبياء، متجسدة في توظيف السارد للعجائبي بتقنياته وعناصره المتعددة في قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس للثعلبي، متفرعة عنها مجموعة من الأسئلة الصغرى».

وقد خلص الكتاب إلى أن قصص الأنبياء إرث حضاري واجتماعي، واحتواء لقلق الإنسان وحيرته وأسئلته الكونية اللامتناهية. وأن العجائبي ولد منذ ولادة الكون فكان تأسيس الكون أعظم حدث عجائبي شهدته البشرية، وكانت قصص الأنبياء من أكثر القصص التي خلدت أحداثا عجائبية تعالت على الواقع وتجاوزت المألوف في مشاهد عجائبية لم يكررها الزمن« .

من ثم «تعددت وظائف العجائبي في قصص الأنبياء، بين وظيفة اجتماعية تصب في عمق المجتمع باعتباره الحاضن لمختلف الرؤى والتصورات والتمثلات الناتجة عن العجائبي، وبين وظيفة معرفية تسعى إلى تحقيق غايات معرفية يقينية واحتمالية، وبين وظيفة أدبية تنصب ببعدها الأول نحو المتلقي مخلفة لديه خوفا أو هولا أو حب استطلاع، وتتجه ببعدها الثاني نحو الملامح الفنية للعجائبي بما يتيحه من متعة ودهشة فنية حين يجتمع عالم الواقع وعالم الغيب فيغدوان عالما واحدا يأسر المتلقي ويشده إلى أحداثه العجائبية، في حين يتيح بُعدها الرابع للمحكي قدرة التنويع التي تدرأ عنه رتابة التوتر».

لقد تعلقت الوظيفة الأولى «برد الفعل الذي يثيره لدى المتلقي، وارتبطت الوظيفة الثانية ببسط المدارك والمعارف الكونية المختلفة والمتباينة، وسعت الوظيفة الثالثة إلى ربط النص بسياقه المرجعي والتاريخي والبيئي الذي نشأ فيه النص».

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 05/06/2025 على الساعة 08:30