تعمل لهويتري من خلال «كراش» كتابة وإخراجاً أنْ تعطي لتجربتها المسرحية بعداً فكرياً. فالعمل المسرحي ليس مجرّد أداة لعرض الواقع وإنّما وسيلة لتأمّل هذا الواقع بكل ما يحبل به من تناقضات وتصدّعات. إذْ تهتم الكاتبة والمخرجة بما يشغل هذا الواقع من تحوّلات، أيْ أنّ فعل الكتابة عندها نابعٌ من ذاتها ومما تشعر به في جسدها تجاه الواقع. لذلك تحاول لهويتري في كل عمل جديد لها أنْ يكون النص المسرحي أفقاً لبناء واقع جديد، حيث يغدو العمل المسرحي وسيلة للتفكير وأداة لنقد الواقع وميثولوجياته.
وتنتمي فاطمة الزهراء لهويتري إلى التجارب المسرحية الجديدة التي أخذت على عاتقها إمكانية تجديد الممارسة المسرحية وجعلها ممارسة أكثر اتصالاً بالواقع ويومياته.
يأتي العمل المسرحي عند المخرجة كإنعكاس حقيقي لما يشهده الواقع. ذلك إنّ مجمل المسرحيات الجديدة فطنت في نصوصها إلى ضرورة الانطلاق من الواقع بكل ما يحبل به من نتوءات. ذلك إنّ الواقع أصبح سنداً لهذه النصوص في سبيل البحث عن مقاربة مسرحية مختلفة لا يطغى عليها الواقع دائماً، بل يحضر أحياناً باعتباره مجرّد خلفية ترخي بظلالها على النص المسرحي.




