تتشكل لجة التحكيم من نور الدين موعابيد وجميلة الهوني وعبد الكريم واكريم وماجدة بنكيران بينما أسندت رئاسة لجنة التحكيم للمخرج ياسين فنان. ويأتي هذا الاختيار انطلاقاً مما تمثله هذه التجارب من مكانة فنية كبيرة داخل الوسط السينمائي. ذلك إنها أسماء طالما اشتهرت بأعمالها سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أو حتى النقد. لذلك فإنّ اختيار أسماء من هذا قبيل يكرّس أهمية المهرجان وقيمته ومركزيته داخل فضاء الهامش، سيما وأنّ المهرجان أصبح يُعدّ من المساحات المضيئة داخل كارطوغرافية السينما المغربية. بهذه الطريقة يغدو الهامش أفقاً لبناء المركز، فالهامش هنا يحضر باعتباره امتداداً للحياة اليوميّة بكل تلقائيتها وفوضاويتها، وتأتي السينما بوصفها أداة للكشف عن هذا الواقع بكل ما يحيبل من تغيّرات وتحوّلات ذات صلة أساساً بذاتية الناس.
أصبح المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات محطة أساسية في مسار السينما المغربية، لأنّه يكشف لنا بعمق عن تجارب مهمّشة ومنسية تحاول بقوّة بناء أفق بصري مغاير انطلاقاً من جملة موضوعات ذات صلة بالحياة اليومية. ورغم قلّة الموارد المادية يسعى «الهواة» من خلال هذا المهرجان التعبير عن أحلامهم وجعلها تبرز على سطح الصورة السينمائية، بما يجعلها تساهم بقوّة في خلخلة المألوف وبناء مشروع سينمائي مغاير يتطلع دائماً إلى التجريب.
