وقد جاء في توطئة هذه المبادرة الأدبية، لما يشهده التاريخ الثقافي للمغرب في كون «فلسطين شكلت، دوما، مكونا أساسيا في الوجدان المغربي الذي عبر عن ارتباطه بها بالشعر والرواية والتشكيل، وبكل ما يتيحه الإبداع الإنساني الرمزي والمباشر من إمكانات وقنوات لجعل الارتباط الوجداني معلنا للعموم، وجعل العشق الأبدي التزاما بمشروعية القضية وشرعية الانتماء».
وبالتالي، فإنّ «العودة إلى هذا التاريخ الثقافي المغربي، سنجد أسماءً وأحداثا ومواقف لم يجف معدنها الأصيل يوما، ولم تتراجع بوصلة انتمائها، ولم تستعر أزياء خفية كي تضمر ذلك الارتباط بفلسطين الأرض، والمجال والإنسان والحق المغتصب، والتي جعلت التفاؤل بتحقيق عدالة السماء والأرض والتاريخ خط وصول آت رغم الكبوات والانتكاسات والخذلان الذي تذهب ريحه جفاء».
وقد اعتبر البلاغ بأنّه «تفعيلاً لهذه الصلة المستمرة، وتأكيدا لهذا الارتباط الوجداني والحضاري والتاريخي والحقوقي بفلسطين؛ وتجسيداً لاستمرار روح الابداع المغربي الأصيل المنافح عن القضايا الإنسانية والقيم السامية الرفيعة وتشبثاً بأمل تحرير فلسطين ووفاء لروح مبدعين كرسوا إبداعهم للدفاع عن القضية وتأكيدا لدينامية الوجدان المغربي وحيويته، ولأن الشعر ليس لفظا من القول الحالم، بقدر ما هو تعبير عن روح الأمة ومشاعرها المعلنة والمضمرة؛ سينظم المثقفون المغاربة بعشرات من المدن المغربية، يوم السبت 11 فبراير2023 قراءات شعرية من الشعر في محبة فلسطين، وذلك من خلال إبداعات مغربية وفلسطينية وعربية».