وحسب فريق الكتاب، فإنّه القصة القصيرة استطاعت أن تجد لها موطئ قدم في الساحة الأدبية العربية إلى جانب الأجناس السردية الأخرى. فعلى الرغم من هيمنة الكتابة الروائية التي حج إليها الأدباء والشعراء والنقاد والفنانون أيضاً فإن القصة القصيرة فرضت نفسها بإلحاح لترافق جنباً إلى جنب فصارت بذلك أداة تعبيرية ملائمة لاحتواء الكثير من القضايا والهموم الإنسانية الوجودية وفي خصائصها وسماتها التي تحكمها والتي تحفظ بها هويتها الأجناسية وفرادتها الأسلوبية والشكلية« .
وحسب نفس المصدر، فإن « العلاقة الوطيدة بين الأدب والإنسان، جعلت القصة القصيرة تعرف تطوراً عبر الزمن مسايرة التغيرات التي تعرفها المجتمعات الإنسانية العربية وذلك بفضل التجريب الذي انخرط فيه رواد القصة القصيرة بالمغرب، بدءً من الألفية الثالثة متجاوزين النمط الكلاسيكي لهذا الجنس السردي الذي ترسخ مع جيل الرواد ليشهد تحولات على مستوى الشكل والموضوعات والأسلوب وطرائق الكتابة. وبفضل ذلك أصبحت القصة القصيرة في العالم العربي اليوم تجليا ما بعد الحداثة وجنساً سردياً متطوّراً يستوعب القضايا والمشاكل والهموم الفردية والجماعة للإنسان العربي بصفة عامة« .




